-A +A
حمود أبو طالب
يقترب موعد القمم التي ستعقد في مكة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين، وبدأت مدينة جدة تتزين بأعلام الدول الغسلامية والعربية المشاركة باعتبار مطارها هو الذي سوف يستقبل قادة الدول، ومنها سوف ينتقلون إلى مكة المكرمة، الغائب الوحيد في هذا التجمع الكبير «كما يبدو إلى الآن» سيكون العلم القطري والمقعد القطري استناداً إلى تصريحات مسؤولين قطريين بأن الدعوة لم توجه لقطر، ولا ندري ما هي الغرابة في ذلك، ولماذا تتوقع قطر أن تُدعى إلى هذا التجمع الهام وهي مشكلة من المشاكل التي تضمها أجندة المؤتمر.

خليجيا، اقترفت قطر أسوأ الأفعال بحق أشقائها دول مجلس التعاون، ومارست أسوأ أشكال الغدر والتآمر عليهم. فعلت ما لم يفعله الغريب البعيد، وبشكل متعمد ومتكرر، أعطيت فرصاً عديدة لكنها تعاود أفعالها القبيحة، وتعهدت أكثر من مرة لكنها تنكث بعهدها. وعربيا، تدخلت في أكثر من دولة لتقويض أمنها وتكريس الخراب والفوضى داخلها بواسطة التنظيمات الإرهابية وعصابات المرتزقة التي تحتضنها وتمولها وتديرها بأجهزتها الأمنية والاستخباراتية. من ليبيا إلى مصر إلى سوريا إلى العراق إلى الصومال وغيرها ثبت وجود البصمة القطرية في ما يحدث من نزاعات واقتتال وسفك الدماء، فبأي منطق تشتكي قطر من عدم توجيه الدعوة لها.


لسنا نعرف ما هو شعور النظام القطري عندما يجد نفسه منبوذا من تجمع خليجي وعربي وإسلامي، وفي هذه الحالة ما هي المنظومة التي يمكن تصنيف قطر ضمنها وما هو التكتل أو التجمع الذي سيضمها، ويا ترى ما الذي سيبقى لقطر وهي بعيدة عن محيطها الخليجي والعربي بعد سقوطها في أحضان أعداء الخليج والعرب، ما الذي ستجنيه من مشاركتها في المؤامرات التي تحيكها إيران والمخططات التي تنسجها تركيا ضد الأمن القومي العربي.

إنه خزي كبير لنظام قطر أن يصل به الحال إلى هذا الحد من العزلة وكأنه وباء يتحاشاه الكل، فهل بإمكانه أن يتحلى بقدر قليل من العقل والحكمة ليتبين أي هاوية سحيقة سقط فيها؟