-A +A
مها الشهري
تطرح خرائط قوقل ميزة جديدة للمستخدمين توضح مواقع كاميرات الرصد للمخالفات المرورية، وهي ميزة ربما تكون جيدة ولكنها عكس ذلك في الظرف الذي تنعدم فيه المسؤولية النظامية خاصة لدى بعض الفئات المتهورة التي لا تلتزم بأنظمة السير إلا في حالة وجود الرقيب.

السائق المتمرد سيخفض السرعة كي لا يحصد مخالفة مرورية عند النقاط التي يعرفها ويزيد منها في الأماكن التي يعتبرها آمنة، كما هو يربط حزام الأمان قبل الاقتراب من نقطة التفتيش ثم يتحرر منه فيما بعدها، لذلك لا جدوى من إظهارها كونها لم تخلق ثقافة النظام، وقد نجد في فكرة إخفاء مواقع الرصد الآلي للمخالفات جانبا إيجابيا لأنها ستتعامل وبشكل مباشر مع الخوف من الوقوع في المخالفة وبالتالي ستجبر قائد المركبة على أن يكون ملتزما متحضرا متمدنا لا بلاء على نفسه وعلى الآخرين.


السلوك الجيد يفترض أن يكون ضمن العادات وليس مرهونا بما تعرفه عن مواقع كاميرات المراقبة، لأن اهتمامك بمعرفة مواقعها يعني أنك تتصرف بالشكل الجيد بناء على وجود رقيب خارج عن ذاتك، حيث إن السلوك الجيد مسؤولية سيكون مريحا لك عندما ينتج عن قناعاتك ورقابتك الذاتية لنفسك.

الفرد يبقى أسيرا في بعض الحالات للعادات، وإذا عود نفسه على المسؤولية والانضباط سيجد صعوبة في تعديل سلوكه بادئ الأمر لكنها لا تلبث حتى تصبح عادة جديدة يكتسبها، لأن الانضباط والالتزام بالأنظمة في هذا الوقت يشكل ضرورة لتحضير مرحلة اجتماعية هامة في حياة المجتمع، أقل مخاطر وأكثر مدنية وتحضرا.

* كاتبة سعودية