محمد ورفيقه علي يمارسان تجارتهما الصغيرة.
محمد ورفيقه علي يمارسان تجارتهما الصغيرة.
-A +A
حسين هزازي (جدة) Okaz_online@
أن يعود بك الحنين إلى مسقط رأسك فليس في الأمر عجب.. أما أن يدفعك الحنين إلى المكان الذي تفتحت فيه عيونك لأول مرة، ففي الأمر شغف وإرادة، هنا في أزقة المنطقة التاريخية، يحكي كل جدار ونافذة ومطل حكايات قديمة تنبض بالحياة، فها هو الطفل محمد نبيل المولود في جدة التاريخية يستعيد جزءا من طفولته مع رفاق الصبا بعد سنوات من رحيله من المنطقة، اتخذ نبيل ومعه صديقه علي ماجد من أحد أرصفة المنطقة مكانا لاستعادة ذكريات الطفولة تحت رواشين البيوت القديمة، والانشغال بالتجارة وبيع المراوح اليدوية، و«الآيسكريم» بشكله ونكهته القديمة المثلجة في المبردة التي لا تغير اللون أو الطعم ما أثار انتباه زوار «مسك جدة التاريخية».

لم يدر في خلد الطفلين اللذين لم تتجاوز أعمارهما 10 أعوام، أن الحنين لمكان ميلادهما سيعود بهما إلى منطقة التاريخ والتراث، لكن فعاليات «مسك جدة»، أعادتهما إلى ذات المكان من الباب الواسع، وحققت لهما أمنياتهما لاستعادة أيام الطفولة، مع أمل في مستقبل مشرق في التجارة بمنطقة قدمت كبار التجار. وبصمت المنطقة على الطفلين ملامحها، إذ ظل الصغيران يروجان لبضاعتهما بعبارات ومفردات اشتهرت بها جدة «دندنه دندنه.. وأحلى مراوح وآيسكريم زمان عندنا.. وهيا تعال وجيب معاك العيال».. وغيرها من العبارات التي نقشتها طبيعة المنطقة وإرثها التاريخي.


يقول محمد نبيل لـ «عكاظ»، إنه وعلى الرغم من رحيله مع أسرته من مسقط رأسه المنطقة التاريخيه إلا أن الحنين دفعه إلى أول منزل وهو ما أسمهت فيه الفعاليات التي نظمها مركز المبادرات في مؤسسة محمد بن سلمان بن عبد العزيز «مسك الخيرية» ليعود تاجرا صغيرا بين أروقة المنطقة، وشجعته في ممارسة البيع من خلال عرض منتجاته القديمة التي يقبل عليها الزوار.