-A +A
خالد السليمان
بعض البرامج الحوارية الطويلة تفتقد للهوية، فليس هناك خط عام يحدد أهداف النقاشات أو معيارية اختيار الضيوف، فأحيانا يتكرر نفس الضيف دون أن يقدم جديدا، وأحيانا يتم استحضار ضيف من غياهب الماضي دون تحديد الغاية من استحضاره وإعادته للذاكرة بعد أن غادرها ليكرر على مسامع المشاهد آراء جدلية تراثية فقدت بريقها والحاجة لجدليتها بعد أن تجاوزها وعي المجتمع واتجاه اهتمامات الجيل الجديد نحو المستقبل وتحدياته!

وأشعر بالأسف عندما يهدر محاور موهوب جهده ووقت مشاهديه في حوار شخصية طواها وأفكارها الزمن، بدلا من دعوة شخصية صاعدة تسهم بفاعلية في صنع الحاضر وبناء المستقبل!


وإذا كانت موضة الأعمال الدرامية التلفزيونية هذه الأيام العودة إلى الماضي وإخراج ألوان «الشالكي» من الخزائن، فإن ما تقدمه هذه الأعمال من تسلية ليس بالضرورة صالحا في البرامج الحوارية، فالحوارات الفكرية لا تقدم تسلية بقدر ما ينتظر أن تقدم فائدة تضاف إلى معرفة وثقافة ووعي المتلقي!

ولست هنا في موقع الناقد، وإنما في موقع المشاهد ورأيي شخصي يعبر عن ذائقتي الخاصة التي قد يشاركني فيها غيري وقد لا يفعل، لكنني محبط من إهدار محاورين موهوبين لطاقاتهم في الدوران في حلقات مغلقة كل عام جعلت من الدورات التلفزيونية الرمضانية لبرامجهم الحوارية في القنوات الشهيرة نسخا متكررة في شخوص الضيوف وأفكار النقاشات، بينما وجدت شبابا في برامج أخرى يقدمون برامج حوارية بطريقة أكثر ابتكارا في قنوات أقل شهرة دون أن يحظوا بنفس مساحة الأضواء أو إمكانات الإنتاج، فهم ليسوا أقل قدرة وكفاءة وموهبة بقدر ما هم أقل حظا!