-A +A
حسن باسويد (جدة)baswaid@
كشف معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن الهجمات التي استهدفت 4 سفن قبالة سواحل الإمارات أخيرا يقف وراءها سلاح البحرية التابع للحرس الثوري الإيراني. ولفت الخبيران في المعهد مايكل آيزنشتات وفرزين نديمي، إلى أنه رغم تصريحات الرئيس دونالد ترمب ومرشد الملالي علي خامنئي بأن احتمال اندلاع حرب غير مطروح، إلا أن تحركات القوات على الأرض يمكن أن تسفر عن مثل هذه النتيجة. وقال الخبيران، إن المسألة الرئيسية لا تتعلّق بالقدرات العسكرية للولايات المتحدة في المنطقة بل بمصداقيتها في حماية مصالحها في ذلك الجزء من العالم،.

ويعتقد الخبيران أن الهجمات أظهرت أن التحذيرات وعمليات نشر القوات لا تكفي دائماً لمنع طهران أو شركائها من تجاوز الخطوط الحمراء التي تحددها واشنطن. وكشفت أن طهران وشركاءها على استعداد للمجازفة بتجاوز هذه الخطوط الأمريكية، لكن بطريقة حذرة تحول دون اندلاع صراع مسلح واسع النطاق من النوع الذي لا يمكنهم الانتصار فيه عسكرياً. فقد تجنبوا ضرب أهداف أمريكية وخططوا على ما يبدو للهجمات بهدف الحدّ من إمكانية إلحاق الضرر والتصعيد. وربما كان القصد من هذه المقاربة الحذرة الضغط على الولايات المتحدة للتراجع عن جهودها لوقف صادرات النفط الإيرانية بالكامل.


ورغم أن الهجمات لم تلحق ضرراً فعلياً بصادرات الطاقة الخليجية يقول الخبيران، إلا أنه يمكن اتخاذ العديد من الخطوات لتعزيز حماية الممرات البحرية، وفي النهاية، تُعد استعادة قوة الردع الخطوة الأكثر أهمية التي يمكن للولايات المتحدة اتخاذها من أجل تحسين مستوى هذه الحماية.

ونصح الخبيران واشنطن بتجنّب اتخاذ الخطوات التي قوّضت مراراً موقفها الرادع تجاه إيران، إذ يتعين على المسؤولين الأمريكيين وقف توجيه رسائل متباينة حول نوايا واشنطن في المنطقة، وتجنب استخدام لغة غير دقيقة وخطاب مضخم عند توجيه تهديدات ردع، كما أنه لا يجدر بواشنطن وضع خطوط حمراء صريحة ما لم تكن مستعدة لتطبيقها. لذلك تحتاج الإدارة الأمريكية إلى القيام بنوع من الرد الملموس على الهجمات في الخليج من أجل استعادة مصداقيتها المتضررة.