-A +A
خالد الجارالله (جدة)
للمرة الثانية يجيء رمضان دون أن تتداعى «ايفيهات» القدير عبدالحسين عبدالرضا، الذي رحل وأورث أعين عشاقه بمشاهد أثيرة مازالت تبهجهم وتثير ضحكهم في غيابه.

عبدالحسين.. المؤسس الحقيقي لمسرحنا الخليجي، وأول الراسخين على خشباته بثبات، لم يسبقه إليه أحد، حتى إنه ما برحه إلا ليعود إليه واثباً من جديد نحو سفح شاهق، وعلو باسق، قلَّ أو استحال وصول سواه إليه.


أعاد عبدالحسين تشكيل الفن الخليجي، فكان قاموسه ومعجمه، تشرب القادمون الجدد أسلوبه المُشبع بالفخامة، فكانوا جيلاً بعد جيل ينتمون إلى مدرسته بالعمل معه أو التتلمذ على مشاهده الخالدة في ذاكرته.

سيرته الفنية تتدفق فخامة وأناقة، منذ بدايتها حين استهلها أوائل ستينات القرن الماضي بمسرحية «صقر قريش» باللغة العربية الفصحى، التي انتهز فيها بصيص ضوء ليخطفه ويضوي به إبداعاً، كان بمثابة الصفر الذي انطلق منه والقاعدة التي انطلق منها.

من منا لا يذكر حضوره الرمضاني الشهير في «الحيالة» ومسلسل الملقوف، وزمن الإسكافي والعافور وأبوالملايين، وحضوره المتألق في «درب الزلق» أو يستمتع بـ«الأقدار»، سيشتاق محبوه إلى الروح المرحة التي طوعت الضحك لعلاج قضاياهم الشائكة، وطوعت أوجاعهم ومشكلاتهم ليضحكوا ويستمتعوا به ومعه، سيشتاقون إلى حسينوه ودواس وبو عليوي وبن عاقول وعبدالله العافور وعتيق.