-A +A
«عكاظ» (مكة المكرمة) okaz_online@
إلى قلب الحرم المكي الشريف، وإلى حيث ما يتوجه المسلمون في صلواتهم 5 مرات كل يوم، تقف «الكعبة» البناء الشامخ الجليل الذي رفع قواعده إبراهيم الخليل عليه السلام، قلب الحرم المكي الشريف، محط أنظار ملايين المسلمين، وأول بيت وضع في الأرض لعبادة الله وحده لا شريك له.

تُوصف الكعبة أنها بناء مكعب الشكل، يبلغ ارتفاعها 15 مترًا، ويبلغ طول ضلعها الذي به بابها 12 مترًا، وكذلك الذي يقابله، وأما الضلع الذي به الميزاب والذي يقابله، فطولهما 10 أمتار. وفي العام 1363هـ، أمر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - بصناعة باب جديد للكعبة، وبحسب ما وثقته دارة الملك عبدالعزيز، فإن العمل في صناعة الباب استغرق ثلاث سنوات، وصُنِع من قاعدة الحديد الصُّلْب التي ثُبت على سطحها مصراعا الباب المعمولان من الخشب الجاوي المصفح بالفضة المطليّة بالذهب، إلى جانب أشرطة وفراشات نحاسية مزخرفة.


وتكونت واجهة الباب من منطقة مستطيلة الشكل، رأسية الوضع، يحيط بها شريط زخرفي قوام زخرفته فرع نباتي متعرج ينتهي بورقة نباتية «مشرشرة» ومقوسة بداخلها وردة سباعية البتلات، وتكرّر هذا النمط الزخرفي في الشريط كاملا.

وصممت المنطقة المستطيلة لهذا الباب على شكل عقد نصف دائري تعلوه منطقة مستطيلة بها أربعة أشكال شبه مستطيلة بداخلها كتابات، وفي كل ركن من أركانها فرع نباتي ينتهي بأوراق نباتية متعددة الفصوص، ونفذت في واجهة العقد من الأعلى زخرفة التوريق الإسلامية (الأرابسك)، كما نفذ داخل العقد أشرطة نحاسية مذهبة رأسية الوضع.

وفي عهد الملك خالد بن عبد العزيز - رحمه الله - في العام 1398هـ تمت صناعة باب جديد للكعبة المشرفة، واستغرق عمل الباب 12 شهرا وصُنع الباب من الذهب الخالص بوزن إجمالي بلغ 280 كجم تقريبًا عيار 99.99. وفي عهد الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله -، تم استبدال أعمدة الكعبة الخشبية التي يعود تاريخها لأكثر من 1200 عام بأخرى جديدة من خشب «التيك» الصلب جلبت من بورما «ميانمار».

وتعد كسوة الكعبة من أهم مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام، ويرتبط تاريخ المسلمين بكسوة الكعبة المشرفة وصناعتها التي برع فيها أكبر فناني العالم الإسلامي وتستبدل الكعبة كسوتها مرة واحدة كل عام، أثناء فريضة الحج بعد أن يتوجه الحجاج إلى صعيد عرفات يتوافد أهل مكة إلى المسجد الحرام للطواف والصلاة ومتابعة تولي سدنة البيت الحرام تغيير كسوة الكعبة المشرفة القديمة واستبدالها بالثوب الجديد، استعدادا لاستقبال الحجاج في صباح اليوم التالي الذي يوافق عيد الأضحى.

وتغسل الكعبة المشرفة مرة واحدة في الخامس عشر من شهر المحرم ويستخدم في غسلها ماء زمزم، ودهن العود، وماء الورد، ويكون غسل الأرضية والجدران الأربعة من الداخل بارتفاع متر ونصف المتر ثم تجفف وتعطر بدهن العود الثمين.