غالب كامل
غالب كامل
-A +A
خالد الجارالله (جدة)
قبل عقدين، ترجل الإعلامي القدير غالب كامل عن منصة التلفزيون السعودي، موقداً قنديله في ذاكرة الناس بصوته الأنيق وحضوره الوجيه، ملخصاً مسيرته الإعلامية بأنها حافلة بالمشاق والمتاعب والمتعة، لاسيما إذا ما وجد الرضى والقبول والتقدير من المسؤولين والمحبين فيبلغ به ذروة ألقه وأوج متعته. هذا العام كان عصيباً على غالب، بعد أن عاوده المرض وأوهن جسده، فأجبره على كف رحلة الاغتراب خارج وطنه وعاد وسط تقدير رفيع المستوى، بعد توجيه ولي العهد بنقله عبر طائرة الإخلاء الطبي من الأردن لتلقي العلاج في مستشفى القوات المسلحة بالرياض، ليعود وسط محبيه وملقياً على مسامعهم صوته الأنيق وحضوره الجميل.

غالب الذي نذكره جيداً حين أطل في رمضان عبر البرنامج الشهير (حروف)، وضع بصمته إلى جانب بصمات رفيقه الراحل ماجد الشبل في سلسلة البرنامج الأشهر على مستوى المسابقات، ما انفك يصوغ لحن الذكريات الشجي على مقامات المهنية الإعلامية، ويدوزن رؤاه هنا ويغني بها هناك، مثرياً منابر وسائط التواصل الاجتماعي ببعض عراقته ولباقته، بعد أن قُدر لها استقبال عزف خبرته والاستطراب بحضوره على منابرها بين الفينة والأخرى.


كامل، ركيزة من ركائز نهضة الإعلام المرئي وشريك في أرشيف التلفزيون السعودي الضخم، شكل إلى جانب عمالقة الجيل الذهبي في الإعلام السعودي كماجد الشبل وعبدالرحمن يغمور وسليمان العيسى وحسين النجار وعوني كنانة وغيرهم السقف الأعلى الذي عجزت الأجيال التالية عن بلوغه أو التماس معه.

عُرف بفصاحته وتميز إلقائه وقدرته على إدارة الحوارات، وكان إلى جانب رفيقه الراحل ماجد الشبل أيقونة في فصاحة اللغة وجودة الإلقاء.

رافق غالب العديد من الملوك وبدأت رحلاته الإعلامية في المناسبات الرسمية في عهد الملك فيصل، وتوالت في عهد الملكين فهد ثم عبدالله رحمهما الله.