-A +A
رنا منير القاضي
منذ الأول من رمضان، وموضوع الصحوة يتصدر عناوين الصحف، موجة غضب عارمة اجتاحت كل أقلام الكتاب السعوديين، وكأن مقابلة الدكتور القرني في برنامج ليوان المديفر كانت الشرارة التي أحدثت انفجار قدر الضغط الكاتم الذي طال اشتعاله على الوقود لمدة تزيد على 30 عاماً.

ظهر هلال العاشر من رمضان، ومازالت عاطفة الغضب ساخطة على العقد الماضي. يعبر الكبير والصغير عن قصص أثرت على حياتهم وما زالت عالقة في أذهانهم، فتارة يقع اللوم على النفس، وتارة على رواد زمن الصحوة، وتارة على الصمت الذي ساد بالرغم من قسوة الأحكام والمحرمات التي تعارضت مع يسر وسهولة الدين الإسلامي سابقاً.


وبالرغم من كل التحولات والتغييرات التي نعيشها إلا أن أفراد المجتمع الذين عاشوا العقود الماضية مازالوا في مرحلة العمى من الغيظ لكونهم ضحية اجتهادات مغلوطة.

الأمر الذي يجعلك تستوعب أن تنمية الأفراد والمجتمع لم تصل إلى مطالبها بعد، وأن حركة التغيير لم تلمس الأفراد والمجتمعات بالقدر المطلوب، فمازال المجتمع في محطة العقد الماضي يصفي حساباته، مما يجعلنا ندرك أن خطوات التغيير مازالت غير ملموسة، فبدلاً من الخوض في مرحلة التقدم مازال النخبة من المثقفين في مرحلة تسوية الحسابات القديمة نحو من أعاق تقدمهم في الأعوام السابقة، فمازال الأثر العميق على النفس يتصدر كلماتهم ومقالاتهم، مما يجعلنا نفكر كيف ومن سيبدأ إستراتيجيات النهضة الحقيقية بعد إخفاق رواد الصحوة في التقدم ومن سيحل محلهم؟

في حقيقة الأمر، لن تبدأ نهضة بلا نخب ثاقبة، فعلى سبيل المثال في عصر النهضة الغربية كان رواد الفن هم قادة التغيير وأصحاب الحركة الثقافية التي اجتازت أرجاء أوروبا لفترة زادت على قرنين من الزمان. وفي العصر الذهبي الإسلامي كان العلماء هم رواد لثورة التقدم في عصور الظلام.

فماذا عن النهضة الحالية؟ من هم رواد التغيير اليوم؟