-A +A
حمود أبو طالب
يبدو أن الأمور ستمضي على غير ما نرجو ونتمنى بالنسبة للأوضاع في إقليمنا وتحديداً في الخليج العربي الذي تقع على شواطئه الشرقية الدولة المزعجة إيران، فبعد التصعيد الأمريكي ضدها الذي اتسم هذه المرة بملامح الجدية بإرسال قطع حربية ضخمة وطائرات مقاتلة تبعها قبل يومين إرسال المستشفى البحري المتنقل، وقعت حادثة استهداف 4 سفن تجارية منها ناقلتا نفط سعوديتان في مياه دولة الإمارات العربية المتحدة ليبلغ الوضع ذروة التأزم منذراً بالانفجار في أي لحظة لو انطلقت شرارة صغيرة.

استهداف السفن العابرة في ممر حيوي كالذي وقعت فيه الحادثة يمثل تهديداً عملياً مباشراً للملاحة الدولية والاقتصاد العالمي قد يؤدي إلى كارثة تتعدى نطاق منطقتنا ليتأثر منها العالم بأجمعه، وعندما يقال إن على المجتمع الدولي تأمين سلامة الملاحة في الخليج العربي ومنع الاعتداءات التي تمثل خرقاً للقانون الدولي فإن ذلك كلام مرسل لن تتحقق منه نتيجة مفيدة لأن ما يسمى بالمجتمع الدولي يعرف الدولة المارقة التي تعربد في منطقتنا ويعرف ممارساتها اللامسؤولة، وكان بإمكانه ردعها وضبط تصرفاتها منذ وقت بعيد لكنه لم يفعل.


إيران تجتهد دائما لمسح آثارها في الجرائم التي تقترفها وتحاول تمثيل دور البريء، وإلى الآن لا يوجد دليل واضح ومؤكد على ضلوعها بمفردها في هذه الحادثة، ولكن كما يقال ابحث دائماً عن المستفيد، والمستفيد هو إيران لأنها تواجه تهديدات حقيقية لا قبل لها بها، وبالتالي قد تمارس الاستباق بتفجير الأوضاع لتختبر مدى جدية التهديدات.

كل ما نرجوه هو تجنيب منطقتنا المزيد من المتاعب والأخطار لأنها عانت بما فيه الكفاية، ولأن إشعالها بحرب جديدة سوف تكون عاقبتها وخيمة على العالم كله.