-A +A
حمود أبو طالب
تناقلت المواقع الإعلامية خبر صحيفة الفايننشال تايمز الذي نُشر مؤخراً أو تقريرها الذي تقول فيه ـ من وجهة نظرها ـ إن هناك مدا وطنيا متطرفا منذ بروز ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في مؤسسة الحكم السعودية، وتحاول الصحيفة بشكل ما أن تشير بصياغتها الخاصة إلى أن هذا أمر جديد وغير جيد لا يخدم سمعة المملكة خارجيا وقد يتسبب في خلافات ربما تصل إلى أزمة بين شرائح المجتمع المختلفة في رؤاها تجاه كيفية معالجة القضايا الوطنية.

مثل هذا الطرح مخالف تماماً للحقيقة، وهو جزء من محاولة إرباك المشهد الداخلي السعودي الذي تقوده بعض وسائل الإعلام الخارجية التي اتضحت أهدافها والجهات التي تقف وراءها. إنه يحاول تصوير الشعور الوطني العفوي التلقائي على طريقة اليمين المتطرف دينيا وأيديولجيا وسياسيا كما هو الحال في الغرب.


لا يوجد لدينا يمين ويسار وطني، وإنما حالة عامة من الوطنية التلقائية العفوية الصادقة منذ نشأة المملكة إلى الآن، يتماهى وينسجم معها الجميع دون مزايدات وشعارات وضجيج، لكنها كأي حالة وطنية تتفاعل مع الأحداث التي تمر بالوطن لتتجلى بصورة أكثر وأقوى، ولأننا في عصر الانفتاح المعلوماتي الهائل الذي أتاحته وسائل التواصل الاجتماعي وتقنيات الإعلام الجديد الذي يربط العالم ببعضه، فقد أتاح ذلك نقل التفاعل الوطني إلى الخارج ليكتشف العالم حالة نادرة من الالتفاف والتوحد حول الوطن والإجماع عليه، والدفاع القوي عنه ضد أي تهديد يتعرض له أو أزمة يمر بها.

الذي لا يفهمه الكثير في الخارج أن هذا الشعور الوطني ليس جديداً ولا طارئاً حتى يتم ربطه بهذه المرحلة، أو بشخص الأمير محمد بن سلمان فحسب. كل ما حدث في مرحلة الملك سلمان ومحمد بن سلمان أن الوطن تعرض لتهديدات غير مسبوقة في خطورتها، واستهداف ممنهج ومتعدد الأطراف، شعر به المواطن السعودي ونهض كي يضطلع بدوره وواجبه بشكل تلقائي ملتفاً حول وطنه وقيادته. هذه الحالة ليست تطرفاً في الوطنية بل هي مقتضيات المواطنة الحقيقية الطبيعية، وفي جانب آخر فإن شخصية الأمير محمد بن سلمان تتعرض لمحاولات تشويه حاقدة مليئة بالمغالطات بسبب التحولات الشجاعة التي يقودها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، فمن الطبيعي أن يصطف المواطنون حوله لأنهم يعرفون الحقائق التي يتعمد الآخرون تجاهلها أو تشويهها.

ليس لدينا مد وطني متطرف أيها الإعلام الفاسد الذي يحركه أعداء المملكة، بل لدينا شعور وطني قوي وصادق يقف جداراً عالياً ومنيعاً للدفاع عن الوطن.