-A +A
عبدالله الداني (جدة) aaaldani@
أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن تنظيم داعش أسوأ من ظهروا على وجه الأرض، فقد فاقوا كل من قبلهم بنهب الأموال وسفك الدماء واستباحة الأعراض وبيعها في سوق النخاسة.

وبين آل الشيخ في حوار مع «عكاظ» أن استئذان الزوجة الأولى للزواج بالثانية ليس شرطا في صحة الزواج، مشيرا إلى أنه لابد من احترام شرع الله، لكن إذا أبلغها قبل التعدد فهذا أمر طيب، فإلى الحوار:


• يفضل البعض الاستماع إلى القرآن لانشغاله المتواصل، فهل أجر الاستماع والقراءة متساويان؟

•• يقول الله تعالى: (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)، والنبي صلى الله عليه وسلم طلب من أبي موسى الأشعري أن يقرأ عليه القرآن فلما وصل إلى قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) قال حسبك فإذا عيناه تذرفان، فالنبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يقرأ القرآن ويحب كذلك أن يسمعه من غيره، فسماع القرآن خير وكذلك تلاوته، والتلاوة أعظم من الاستماع.

• يعمد البعض إلى تعميم أخطاء تصدر من بعض الأفراد على المجتمع بأكمله، ماحكم هذا الفعل؟

•• يقول الرسول (كلكم خطاء وخير الخطائين التوابون)، فإذا نظر المسلم إلى مخالفات الناس وأخطائهم، عليه أن يحذر من تعميم ذلك على الجميع ولا يجعل الحكم هذا على الناس كلهم؛ لأن دعوى هلاك الناس كلهم غير مسلم بها، صحيح أن هناك أخطاء لكن هناك خير وإيمان وأعمال صالحة وعلى المسلم ان لا يغتر بنفسه وعمله.

• يتساهل بعض الناس في أخذ المال بغير حقه ويقول إنها ليست سرقة، ما هو ضابط الشرع في ذلك وما الفرق بينها وبين اكتساب المال الحلال؟

•• المال محبوب للنفوس ولكن من وفقه الله أخذ المال بحقه الشرعي والمال الحلال يكون باكتسابه بطرق مشروعة كالعمل أو الميراث وغير ذلك، أما من أخذه بغير حقه بسرقة فهذا دليل خسة نفس، والسارق لو تأمل نفسه لوجدها خسيسة الطبع قليلة الحياء فلا يعمل ولا ينتج وإنما همه تتبع عثرات الناس ويأخذ أموالهم بغير حق بالسرقة والخيانة ولا يعلم أنه سيتفاجأ يوما ما أن السرقة تودي بحياته لكن الجهل والغفلة وراء هذه السرقة ما يشبع منها أبدا كلما سرق مالا ازداد سرقة فيعطى في قلبه الشغف بالأموال المحرمة فلا عمل ولا إنتاج نهاره نوم وليله تتبع للسرقات لا يهنأ بعيش إلا بمال مسروق ومحرم فيعيش على هذه الحياة السيئة الخسيسة، فعلى الإنسان أن يعمل بيده ويبحث عن عمل ينفعه في دينه ودنياه، أما الظلم والتعدي على الناس فإن الله قد حكم بقطع أيدي هؤلاء الخائنين للأمانة.

• ما خطورة الفتوى بغير علم، حيث ظهر في الآونة الأخيرة كثرة المفتين خصوصا في وسائل التواصل الاجتماعي؟

•• من يفتي بلا علم على خطر عظيم وارتكب إثما كبيرا، فالقول على الله بلا علم أعظم من الشرك، من أفتى إنسانا بغير علم فهو يتحمل الوزر، ولهذا الصحابة يقولون الله ورسوله أعلم مما يدل على تأدبهم مع الله ورسوله، ليس المهم أن تفتي إنما أن تكون فتواك موافقة للحق والصواب لا على الهوى والرأي الباطل المخالف للحق.

• كيف يمكن نصيحة من يسيئون إلى المطلقات ويتهمونهن بما ليس فيهن وما حكم ذلك؟

•• التنقص من قدر المطلقة أمر خطير لا يجوز؛ فالطلاق حكم شرعي والله حكيم في ذلك، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم (الأرواح جنود مجندة فما تعرف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) فقد يكون الانفصال بين الزوجين إما أن الزوج سيئ الأخلاق والعشرة قليل الحياء أو أنها لا تستطيع تحمل بعض شراسة أخلاقه وسوء تدبيره فليس الطلاق عيبا فيها.

المطلقة تتزوج بعد طلاقها، فالنبي صلى الله عليه وسلم تزوج حفصة بعد طلاقها، ولو كان عيبا لما تزوج النبي سوى عائشة فقط فدل على أن المطلقة لا عيب فيها فلا ينبغي أن نعيبها ولا أن نسخر منها بل ينبغي أن نراضيها ونوسع الطريق لها ونسعى في اختيار زوج صالح لها ونحثها على ذلك أما عيبها والتنقص من قدرها فهذا أمر خطير لا يجوز.

• هناك جهات كثيرة تسعى للإصلاح بين المتخاصمين سواء في المحاكم أو غيرها، فكيف ترون هذه الجهود؟

•• الإصلاح بين المتخاصمين بمحاولة التوفيق بالعدل لا بظلم أحدهما وتقديمه على الآخر أمر حسن، فالعدل في الصلح ومحاولة تقريب وجهات النظر من غير إضرار بأحد والسعي في التوفيق بين الجميع رجاء أن يكتب الله الخير فهذه نعمة، من فاز بهذه النعمة فأصلح بين الناس بين الأب وأبنائه وبناته والإخوة ببعضهم والزوج وزوجته له فضل عظيم وأجر كبير أذا أخلص لله في ذلك.

• كيف يمكن السلامة من فتن دعاة التكفير والتفجير كتنظيم داعش وغيره، وكذلك الشهوات ومثيراتها؟

•• السلامة منها جميعا يكون بالاعتصام بكتاب الله والتمسك بسنة نبيه والسير على نهج سلف هذه الأمة وهذا ينجي من الفتن، وكذلك قوة الإيمان بالله، وتصور أن هذه الشهوات لا خير فيها بل هي ضرر وبلاء، وتصور ما لها من آثار سيئة وعلم قبحها.

وفتن الشبهات يحاول ترويجها المبطلون دعاة السوء والفتنة الذين يحاولون ترويج ضلالاتهم ويصورون قتل الأبرياء وسفك دمائهم ونهب أموالهم وانتهاك أعراضهم كل هؤلاء ضالون مضلون فتنهم الشيطان عن الطريق المستقيم فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل، استحلوا دماء الأمة وانتهكوا أعراضها وسلبوا أموالها وسعوا في الأرض فسادا يأسرون الأحرار من الرجال والنساء ويبيعونهم في سوق النخاسة ويفعلون ما يفعلون ومن تأمل سيرتهم وأحوالهم وما فعلوه بالمسلمين عرف حقا أنها فئة ضالة باغية مفسدة لا خير فيها عدوة للإسلام والمسلمين.

إن المؤمن حين يتأمل أحوال هؤلاء وأنهم أسروا في العراق أكثر من 3 آلاف وفي سورية أكثر من ألفين ويستبيحون أعراض الأسرى ودماءهم ويربونهم على الشر والفساد ويقتلون من يقتلون ويبيعون من يبيعون ويتعاونون على الإثم والعدوان، هؤلاء شر خلق الله ولا أظن أن الأرض حملت أمثال هؤلاء، هؤلاء فعلوا أفعالا لم يسبقهم بها من قبلهم، إجرام متناه وشر وبلاء.