-A +A
حسين شبكشي
في شهر رمضان المبارك الذي يحل علينا في هذه الأيام الفضيلة يكثر الإقبال على أعمال الخير والتبرع بالصدقات وتقديم المساعدات وأداء فريضة الزكاة. وفي السعودية تنتشر الأعمال الخيرية بشكل يدعو للبهجة والسرور. وليس بسر ولا بالمعلومة الخفية أن الإسلام كان من أهم الديانات والثقافات التي تنمي وتحث وتشجع على قيام الأوقاف الخيرية بكافة سبلها وأوجهها. فعبر الزمان قام أهل الخير بإطلاق العديد من الأوقاف للأيتام وللقائمين على خدمة الحجاج والزوار والمعتمرين والمطلقات والأرامل والعجزة والقطط والحمام والمرضى. إلا أن منظومة الأوقاف «الهائلة ماديا» في قيمتها لم يتطور فكرها الإداري ومنهجها الاستثماري لتعظيم العوائد المادية على الأوقاف (دون المغامرة غير المحسوبة) لأن الأداء الاستثماري والمالي لا يزال دون الطموح المنشود. فلنتخيل لو تمت إدارة هذه الأوقاف بفكر مالي (كما يحصل مع أهم الأوقاف حول العالم: أوقاف جامعة هارفرد مثلا)، ويتم تعيين مصرفي خبير ومخضرم ومتمرس لإدارة الأوقاف المعنية، ولنتخيل لو دخلت هذه الأوقاف في تمويل مشاريع الصحة والتعليم (بضمانة الدولة) وإقراض المستفيدين بقرض حسن سيحقق عوائد مجزية وتنجز مشاريع متأخرة ومهمة، وتخفف الهموم من كاهل القطاع العام بالدولة. هناك أفكار أخرى مفتوحة ومتعددة وما يشجع على طرحها أننا اليوم في مرحلة جديدة فرضتها طموحات رؤية 2030 التي باتت تفترض وتتوقع أن يكون هناك تغيير منهجي في معظم الأساليب والطرق القديمة السابقة التي كانت تدار بها الوزارات والمؤسسات وسياساتها. الأوقاف فرصة لصالح عمل خيري مقنن ولكنها تبقى فرصة غير كاملة وناقصة الأداء إذا لم يتم تطويرها بصورة مبتكرة ومهنية جديرة بالإنجاز وتحقيق أقصى العوائد الممكنة بشكل مدروس ومحسوب. الأوقاف بحاجة لتطوير حقيقي وإدخال مهنية جديرة مالية إليها حتى يتم توسيع دائرة الخير المنشود.

* كاتب سعودي