-A +A
حسام الشيخ (جدة) hussamalshikh@
بكل الحسابات العقلانية والعاطفية أيضا، لم يتخيل أحد أن فريق ليفربول الذي تلقى هزيمة قاسية من مضيفه برشلونة على ملعب الكامب نو 3 /‏ صفر الأسبوع الماضي، سيتمكن من تعديل النتيجة لصالحه، بل ويعكس عقارب الساعة أمام أصحاب المعبد الكاتالوني، ليقعوا في فخ الإنفيلد، ويخرجوا من دوري أبطال الدوري بهزيمة قاسية صفر/ ‏4 ليتأهل ليفربول رغم غياب نجميه المصري محمد صلاح والبرازيلي روبرتو فيرمينو.

ويبدو أن الإنجليز أقسموا ألا تخرج البطولة عن أرض الدوق ويليام النورماندي الذي حرر بلادهم من آخر ملوك الدنمارك هارولد الثاني عام 1066م، ومن قبلهم يوليوس قيصر الروماني الذي احتل بريطانيا أيضا لأكثر من 400 عام.


فتاريخ سكان إنجلترا الذين يعودون إلى العصر الحجري، أبى ألا يكون أحفاده طرفي النهائي الأوروبي، باعتبار بلادهم أقدم الشعوب الأوروبية، مادفعهم لإقالة عثرتهم أمام أجاكس الهولندي الأربعاء ولليوم الثاني على التوالي ليقفوا في وجه المد الهولندي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من التربع على مقعد النهائي، غير أنه استطاع أن يعكس عقارب الساعة مرة أخرى ليهزم أجاكس على أرضه 3/‏2 في الثواني الأخيرة ليتأهل الإنجليز وحدهم لطرفي النهائي المنتظر أن يشهد لقاءً حاسما في الأول من يونيو القادم.

فهل تعي الفرق العربية درس (ألاّ مستحيل) الذي كرسته الكرة الإنجليزية ليظل شاخصا أمام أعين التاريخ، حين يتوج أحد الفريقين البريطانيين ببطولة دوري أوروبا، أم أنها ستظل ترفع الرايات البيضاء وتقبل بـ(أنصاف الحلول).