-A +A
عبده خال
استنطاق نجوم فترة الصحوة هو شيء من استرجاع الحقيقة الغائبة عن المجتمع، ومن البدايات الأولى لهذه الحركة الدينية كانت عيون الكثيرين سباقة في اكتشاف اعتوار الحركة، وأنها تدعو إلى باطل مستترة بالدين، إلا أن (السكين) كانت سارقة ألباب المجتمع فلم يستقبلوا تحذير الكتاب بفهم أو على الأقل بتمحيص بل زاد الناس في غيهم حتى إذا أوضح كاتب أو مفكر مزاعم الصحوة تم قيده وتقييده مع الشيطان ورجمه.

عشرات من الكتاب تم تشويه سمعتهم وحياتهم بسبب أنهم وقفوا ضد ذلك التيار الجارف الذي أطلق عليه مؤخرا مصطلح (الصحوة).


في لقاء للأستاذ عبدالله المديفر اعترف الشيخ عائض القرني - كأحد رموز أو رؤساء الصحوة - بما فعلته الصحوة بحياتنا، ظهر معتذرا للشعب السعودي باسم الصحوة، ولكي لا أزيد وأعيد سوف أترككم تستمعون لذلك الاعتذار من خلال هذا الرابط:

https:/‏‏/‏‏twitter.com/‏‏brkaq8/‏‏status/‏‏1125516795715174401?s=12

هو اعتذار متأخر جدا، فقد تمت سرقة حياة الناس لـ40 سنة مضت، وأنا ممن سرق عمري وأصبحت حياتي مليئة بالاتهامات والتشويهات من قبل زعماء تلك الصحوة ومن قبل مريدي أولئك المشايخ.

وما زلت أحمل التسجيلات لأولئك الذين شوهوا حياة كثير من الكتاب - وأنا منهم - ولو خرج كل متضرر من تلك الحقبة لما مسح الاعتذار - ولو زود بكل مداد الدنيا - جرما واحدا مما أحدثته الصحوة في حياتنا.

فعن ماذا يكون الاعتذار؟

هل يكفي الاعتذار عن سرقة حياتنا مثلا، وهل يكفي الاعتذار عن تسيير المجتمع بخيار أحادي في حياتهم ومعيشتهم.

ولو تم إسعاف الاعتذار بمداد الأرض لما تمكن الاعتذار من استعادة شاب واحد قتل في بلاد الغربة باسم الجهاد الذي نادوا به.. ولا يمكن للاعتذار أن يعيد الأموات البريئين الذين قتلوا في الداخل والخارج تحت أيدي وحوش بشرية صنعتهم الصحوة مكونة جيوشا من الإرهابيين.

فأي اعتذار يمكن أن يبلل خواطرنا وحياتنا التي سفكت تحت حمحمة خيولهم..

حسنا، اعتذر الدكتور عائض القرني، وماذا عن دهاقنة الصحوة الآخرين الذين صعدوا على موجة التغير الاجتماعي أخيرا ونسوا بأنهم قتلة.. والقتل يشارك فيه المحرض أيضا؟

أنا لن أقبل اعتذار كل الصحويين، فقد سرقت حياتي ودمرت سمعتي بألسنتهم وكذبهم الذي عاشوا به.

فمن ممن سرقت حياته أو فقد حياة ابنه يمكن له الآن أن يصفح من غير الاقتصاص من كل المحرضين؟