-A +A
عبير الفوزان
هناك أناس مفطورون على اللوم بتحميل الآخرين مسؤولية فشلهم، أو إلحاق الضرر بهم.

في الحياة السياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية هناك قوافل من اللوم.. فهذه الصفة (اللوام) لا تقف حكرا عند جاهل أو متعلم.. وزيرا أو غفيرا كان، أبا أو ابنا، خادما أو مخدوما. ولكن أيا كان اللوام.. هو من أسوأ الأصدقاء.. وأسوأ المديرين.. وأسوأ الأزواج.. وأسوأ الأبناء.. الخ.


اختبار اللوم بسيط سيظهر لك من ثاني لقاء.. وهو ذو درجات تصل أحيانا إلى حد المرض والهوس بالتنصل من المسؤوليات لرميها في صدر الأعظم والأقوى.. بالضبط مثلما تلام المملكة العربية السعودية على كل ما يحدث في العالم الإسلامي والعربي من قلاقل وفقر واحتلال وأمراض وجوع !

اللوام شخص ذو تصرفات لا مسؤولة فهو أخلاقيا غير مسؤول عن أخطائه التي يقع فيها، حيث لا يتوانى عن إلقاء اللوم على الآخرين حتى لو ادعى بزخرف القول نبل أفعاله.

يقول المفكر الأديب برنارد شو إن المرء لا يعد فاشلا مهما كثرت أخطاؤه.. إلاّ إذا بدأ يلقي باللائمة على غيره.

واللوم الذي أعنيه هنا يختلف تماما عن عتب المحبين الذي يطرح في مساحة من الحب.. وعن تلك المفردة التي استخدمها الشعراء، كأبي نواس في قوله: «دع عنك لومي فإن اللوم إغراء..» أو تلك التي تدخل في فنون المعاتبة.

التخلص من اللوم سلوك يتبعه الناجح في حياته.. في عمله.. حتى بينه وبين نفسه.. ألم يقل لك أصدقاؤك ذات مرة: «كف عن لوم نفسك»؟! هذه وهي نفسك.. فما بالك لو كان الناس!

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com