-A +A
محمد الساعد
يخطئ الكثير في تصنيف ناصر الدويلة، العسكري السابق في جيش الكويت والملحق بمكتب وزير الدفاع الأسبق الشيخ سالم صباح السالم، ويظن بعض متابعي الشأن الخليجي أن الدويلة «مقاول» من الباطن يعمل لصالح تنظيم الإخوان ومن ثم قطر وتركيا، بينما هو في حقيقة الأمر ليس سوى مرتزق!

الدويلة عسكري فاشل تقاعد من جيشه ليتحول إلى «بودي غارد» على أبواب مراقص الدوحة، وكمعظم حراس المراقص لا دور له إلا أن يغمض عينيه عما يحصل داخل المراقص من رداءة ورذائل.


القريبون من ناصر يعلمون أنه «صباح مساء» يتلقى تعليمات وتوجيهات بالهجوم القذر على السعودية من شخصيات ورجال أعمال - غير رسميين - بعضهم كويتيون، ليس حباً في قطر وإنما كره مستمر في الجارة الكبرى السعودية.

مشكلة الدويلة أنه شخصية متهورة، مندفعة، مضطربة، يظن أنه بتماديه في التعريض بالمملكة يشفي غليل من سئم الحياة وانتدبه لهذا الغرض. بينما الدويلة يعلم أنه متورط كما ورطوا الإرهابيين الذين فجروا المعيصم في مكة المكرمة 1988، بالطبع ما يفعله ناصر الدويلة هو غشامة صبيان يظنون أنهم يحسنون صنعاً بينما هم أئمة الضلالة ورأس الفتنة.

وبذلك فناصر الدويلة لا تحركه قطر ولا تركيا. نعم تستفيد منه قطر وتمده بجُعْل ورشوته، وتمكنه من التحرك عبر إعلام الجزيرة ومنصات الإخوان ومنابر تركيا، لكنه في حقيقة الأمر يعبر عن مماحكات سياسية ظهرت للأسف في الكويت تتبنى خطابا ضد المواقف السعودية ليس من بداية أزمة المقاطعة مع النظام الإرهابي في الدوحة، بل منذ فترة طويلة تحركها غيرة وكراهية ولؤم من البعض.

أصحاب هذا التوجه كانوا يحرضون ضد المملكة رغم ما قدمته من تضحيات، سخرت لها كل إمكاناتها، وها هم اليوم يتبنون كل ما يؤذي السعودية.

ناصر الدويلة لمن لا يعرفه ضابط سابق في «العسكرية» الكويتية، التحق بدورات تدريبية في السعودية اكتُشف في إحداها أنه صاحب سلوك «مشين»، عاد الدويلة إلى الكويت ممتلئا بالحقد والكراهية، حتى وقت الدخول العراقي إلى أراضي «الكويت» في الجنوب العراقي ليهرب الدويلة ويترك ملابسه العسكرية وزملاءه ويدخل الخفجي السعودية بملابسه الداخلية، الجيش السعودي ورجال الأمن ألبسوه مما توفر لهم، لينتقل بعدها إلى حفر الباطن، حيث تم إسكانه وشراء ملابس له وإعطاؤه مصروفا أسبوعيا حتى تم تحرير الكويت وعاد إلى هناك، إلا أن الدويلة لم ينس أن الدورة التدريبية التي التحق بها طبقت في حقه معايير صارمة إثر اكتشاف سلوكه المشين.

بالتأكيد أن الدويلة مقاول لا يحمل الجنسية القطرية ولا التركية ولا الإيرانية، لكنه يحدد بسلوكه المعادي خارطة العمل التي ترسم في القاعات المغلقة ليلا وتوزع بالتلفونات والتوصيات صباحا، وهي في حقيقة الأمر تنفيسات سياسية كان من الممكن احتمالها لولا أنها تحولت إلى مكائد ومكامن ضد السعودية، سيكون من البعيد جدا أن يأتي وقت قريب للعفو عنها أو تجاوزها.

* كاتب سعودي