-A +A
عبده خال
قبل يوم واحد من دخول شهر رمضان الكريم يمكن وضع لافتة أن الراحمين يرحمهم الله..

هي (يافتة) يعلمها جل الناس ويتغافل عنها الكثيرون، ومن نافلة القول إن العمل واجب إلا أن له شروطا إنسانية متى ما تم تجاوزها يصبح العمل خارج القانون وملزما لصاحب العمل التقيد ببنود حقوق الإنسان مهما تحجج أو استتر بالشروط الموقع عليها العامل..


وثمة استغلال مريع يحدث في الواقع على مجاميع من الناس بحجة أهمية إنجاز العمل المكلف به هذا العامل أو ذاك، ولأنه استغلال يمكن للجهات المعنية بحقوق الإنسان تشمير ساعدها لإغاثة من وجد نفسه تحت سطوة رب العمل..

ونعرف جيدا أن درجات الحرارة المرتفعة تعتبر ظرفا قاسيا يمكن أن يؤدي إلى الوفاة أو الإضرار بالعامل.. ولأن مفردة عامل تقود الخاطر إلى الفئات المستضعفة العاملة في آخر السلم الاجتماعي يصبح من الإنسانية والدين أن يتم رفع الضيم عن هذه الفئات..

وتكون المناداة -في هذا الشهر الكريم- توفير البيئة الملائمة للعمل وأن لا يجبر العامل على أداء عمله تحت سياط أشعة الشمس الحارقة، فجل العاملين مسلمون يؤدون فريضة الصيام وحين يجبروا على العمل القاسي في ظرف قاس أيضا تصبح مهمة كل منا رفع الظلم عن هذه الفئة.. وهذه المطالبة تشمل الموظفين في القطاعات الصناعية كالكهرباء وتحلية المياه وشركات النفط والصوامع والمطارات وكل هذه الأعمال تدفع بموظفيها الفنيين إلى مواقع تصل فيها درجات الحرارة إلى نسب مرتفعة جدا لا يقدر عليها الصائم.

وإذا كان الموظف قادرا على تلك الظروف أثناء الفطر فإن حال الموظف مختلف جدا أثناء الصيام..

وإذا قامت الدولة بتخفيض ساعات العمل فإن على بقية القطاعات الخاصة تمثل الظرف التعبدي لموظفيها وعمالها فنحن في وعاء اجتماعي واحد سلوكا ومعاشا والمناخ ليس بعيدا بعضه عن بعض في المدن المختلفة إن لم تكن هناك مدن ذات مناخ أكثر قساوة..

وبالعودة إلى (يافتة) الراحمون يرحمهم الله هي قاعدة للنفوس الخيرة في أن ترحم منهم تحت سطوة العمل القاسي.

* كاتب سعودي

Abdookhal2@yahoo.com