-A +A
أحمد عوض
يدخل المُتهم السجن ليُحاكم وقد يكون مُذنباً أو بريئاً، لكن في الدُول المُتوحشة يدخل المُتهم السجن ليتم قتله إذا علم النظام أنه سيواجه إحراجا دوليا بخروجه..

في قضية السجين الفلسطيني في تركيا كان المُتهم بأنه عميل للإمارات ينتظر ساعات ليخرج من السجن، ليُفاجأ العالم بأن المُتهم وحسب إعلان نظام أردوغان الفاشي (انتحر) شنقاً على باب الحمّام !


ما هذا السجن الذي يوفر وسائل الشنق !

وكيف لسجين سيخرج بعد ساعات أن ينتحر !

النظام التركي وقضاؤه المُسيس الذي لم يعد أحد يثق به بعد المحاكمات الصورية لمئات الآلاف من المُعتقلين بعد محاولة انقلاب 2016 أصبح مُطالباً بأن يفتح أبواب التحقيق الدولي في هذه الجريمة.

أن تعتقل الناس على الشُبهات تنفيذاً لتصريحات وزير داخلية يرى في حقده على الخليج مُبرراً لاعتقال الناس هذا أمر يستدعي تدخلا دوليا للوصول إلى الحقيقة..

أن تُدخل الأبرياء في خلافاتك السياسية مع الآخرين هذا أمر يمثل قمة الدناءة لهذا النظام المتهور..

دكتور ولديه أم وأبناء وعلى بُعد ساعات من الخروج حُرا ينتحر ومُرتزقة تركيا من شتى صنوف التطرف يلزمون الصمت وكأن الروح التي تم إزهاقها لا تمُت للإنسانية بصلة !

هذا الأسبوع هو الثاني للجريمة ولا شيء سوى ذاك البيان الباهت الذي يتحدث عن انتحار، لا تشريح للجثة لا شيء، والصمت يُطبق على زبانية النظام ومُريديه..

في جريمة خاشقجي فتحت السعودية جميع الأبواب وسلكت جميع الطُرق للبحث عن الحقيقة، لكننا الآن نواجه جريمة تركية العدالة فيها لم تتجاوز بيانا مُقتضبا بانتحار المُتهم !

قد يكون انتحر الضحية وهذا احتمال ضئيل لكن النظام مسؤول بشكل مُباشر عن حمايته، التحقيق الدولي سيكشف ما حدث له..

أخيرا..

المُجتمع الدولي مُطالب بمُحاسبة هذا النظام الذي أصبح ينتقم جسديا من كُل من يختلف معهم سياسيا، وفي قضية الدكتور الفلسطيني كان الضحية هدفا لهم لابتزاز الإمارات وصنع قضية رأي عام، وعندما فشلوا أخرجوا هذه المسرحية الهزيلة !

* كاتب سعودي

ahmadd1980d@gmail.com