-A +A
حمود أبو طالب
عندما تتجه إدارة الرئيس ترمب إلى تصنيف تنظيم الإخوان المسلمين ضمن التنظيمات الإرهابية فإن ذلك أقل ما يجب أن تفعله كنوع من التكفير عن ذنب الإدارة السابقة التي هندست الفوضى في العالم العربي بواسطة ذلك التنظيم. نعرف أنه لا مثاليات في السياسة بل ممارسة براغماتية لتحقيق مصالح تسعى إليها الدول، لكن أمريكا لم تستفد من دفعها بـ«الإخوان» إلى الواجهة إن لم تكن خسرت كثيراً بشكل مباشر وغير مباشر، كما أن التبعات التي تلت مشروعها للربيع العربي/ الإخواني طالت مصداقيتها ومكانتها وقوتها وأدخلتها في تحديات ومواجهات أمام القوى الأخرى كانت في غنى عنها.

إدارة باراك أوباما ضربت عرض الحائط بتحالفات تأريخية عربية لأمريكا، ومصالح اقتصادية هائلة عندما تبنت حماقة الرهان على تنظيم جاهل سياسياً ومثقل بالحقد والاحتقان ونزعة الانتقام. لقد مضت تلك الإدارة بشكل غير مسبوق إلى تحدي الإرادة الشعبية في بعض الدول التي تبين لها سريعاً كارثة أن يحكمها «الإخوان»، وحاولت فرضهم بكل الوسائل حد الولوغ في الدم، لكن لأنهم غير صالحين أبداً للحكم أو المشاركة فيه لم تستطع أمريكا بكل إمكاناتها ووسائلها فرضهم بالقوة، فقد اكتشفت الشعوب أنها ستعاني من «الإخوان» أكثر مما عانت سابقا، فقررت إزاحتهم، ورغم محاولات الدول التي تبنتهم بالوكالة وما زالت إلى الآن فإنه لا يبدو أن هذا التنظيم سيحوز على أقل قدر من ثقة أي شعب لأنه أصبح سيئ السمعة، ولن يستطيع تنظيف سمعته مهما فعل.


في عالمنا العربي تم تصنيف التنظيم إرهابياً في مصر والمملكة ودولة الإمارات العربية، هذه الدول الثلاث هي محور ومركز ثقل العالم العربي اقتصادياً ودينياً وتعداداً بشرياً ونضجاً سياسياً واستقراراً داخلياً وعلاقات تأريخية وثيقة مع أمريكا، وعندما تنضم أمريكا إليها بتصنيف تنظيم الإخوان إرهابيا فإنها تنضم إلى الكتلة التي تبحث عن السلم والسلام في المنطقة والعالم. نعرف أن مشروع الرئيس ترمب في هذا الاتجاه سيواجه هجوماً ومقاومة من الديموقراطيين واليسار الأمريكي وغير الأمريكي، لكننا نأمل أن ينجح في تمريره لتتم محاصرة هذا التنظيم السيئ بشكل أشد.

habutalib@hotmail.com