-A +A
عبداللطيف الضويحي
اليوم أعلن برنامج الخليج العربي أجفند 4 فائزين بجائزته التنموية العالمية. حيث أعلن مشروع الحد من الفقر وعدم المساواة في أفغانستان كأفضل مشروعات تنفذها منظمات الأمم المتحدة، كما أعلن مشروع الأمن الغذائي في كينيا كأفضل مشروعات تنفذها الجمعيات الأهلية.

كما أعلن مشروع توظيف الشباب في رواندا كأفضل مشروعات تنفذها الحكومات، فيما أعلن مشروع حياة جديدة في مصر كأفضل المشروعات التي ينفذها الأفراد.


هناك 166 مشروعا من المرشحين هذا العام، ناهيك عن أكثر من 1600 مشروع مرشح تم استلامها خلال السنوات الماضية، أغلبها مشروعات مهمة جدا للبيئة والتوظيف والشباب والتمكين وفي الصحة والتعليم غير التقليدي والمجتمع المدني. كل هذه المشروعات جرت تجربتها في مجتمعاتها وتم تطبيقها على الأرض ولها مستفيدون.

إن المشروعات التنموية الفائزة بالجوائز وحتى غير الفائزة بحاجة لوقفة جادة للاستفادة منها وتوسيع الاستفادة منها في كافة مجالات التنمية سواء من القطاع الحكومي أو القطاعات غير الحكومية.

فلا بد أن نسأل أنفسنا أين تذهب تلك المشروعات المرشحة للجوائز؟ لماذا لا يستفاد منها؟ سواء كانت فائزة أو غير فائزة؟

إنني وبحكم عملي أميناً عاماً لجائزة برنامج الخليج العربي التنموية، أوصي بدراسة أغلب المشروعات المرشحة من قبل هيئة تتبنى الفكرة وتتولى الإفادة منها على أوسع نطاق، بعد أخذ الأذونات الضرورية لكي يتسنى تطبيقها أو استنساخها في مجتمعات أخرى.

إن الجائزة، أي جائزة، ليست وجاهة فقط، لكنها استحقاق المناضلين في دروب الحياة ضد ما نرى وما لا نرى من تحديات وصعوبات جمّة تكبّل قدرات الإنسان وتروّض طاقاته العقلية والجسمية والعاطفية الهائلة بقصد أو دون قصد.

الجائزة، أي جائزة، ليست للفائزين بها فقط، لكنها إرادة العاملين على الخروج من تحت الركام والأنقاض والوقوف على الأرض والتحليق في فضاء الإنسانية والطبيعة بإصرار على العطاء والنجاح.

الجائزة أيقونة يسترشد بها المعطّلون، وهي علامات فارقة تشير للجموع بوصلة، ويستهدي بها المولعون بالتطلعات والإبداع والابتكار.

الجائزة صرخة في وجه الرتابة والروتين والتقليدية والتكلس، تستنهض العقول والهمم والإرادات والعزائم والصبر.

الجائزة، أي جائزة، ليست بقيمتها المالية، إنما بما لديها من أفكار ومشروعات خلاقة بقدرتها على تحقيق الهدف بأن تكون نموذجا محفزا وباعثا للمهتمين بمحاكاة الفائزين وتطبيق تجاربهم سواء كانت في مجال التعليم أو التمكين أو الحد من الفقر وتقليص مساحة التهميش الاجتماعي. فهل نتنبه لأهمية بنك الأفكار والمشروعات المتوفرة لدى الجوائز المحلية وغير المحلية للنهوض بمستوى المشروعات من خلال الأفكار وليس من خلال المال. فالتطوير يحتاج لأفكار أكثر من حاجته للمال.

* كاتب سعودي

Dwaihi@agfund.org