-A +A
إبراهيم إسماعيل كتبي
الأمن نعمة عظيمة نرفل فيها على امتداد وطننا الغالي، بفضله سبحانه ثم بحزم القيادة وبسالة رجال الأمن الوطني وكافة الساهرين عليه، وبطولاتهم في تطهير بلادنا من رجس فلول الإرهاب وتصفير قوائم المطلوبين.. وكل ضربة استباقية هي رصيد عظيم لهذه النعمة، وعنوان مضيء يسعدنا ثقة في أمننا وأماننا الوارف واستقرار بلادنا الراسخ، وقدرات بواسله الذين يسطرون دائما أروع المثل في التضحية والفداء لاستئصال بقايا هذا الشر أعداء الدين وأعداء الحياة.

في الماضي كانت الفئة الضالة تقتحم بسمومها أدمغة البعض من الشباب بوسائل شتى عبر ثغرات مجتمعية، أساسها ما بين غفلة وانخداع بشعارات وأقنعة كاذبة باسم الدين والإسلام منها براء، واليوم وعي المجتمع في قمة نضجه ويقظته وتلاحم هذا الشعب الوفي حتى جعل الله كيد هؤلاء المجرمين في نحورهم.


أوغاد الإرهاب يدركون أنهم لا مقر لهم ولا ممر في هذا البلد الطيب، ولا مكان لفكرهم الضال الذي لا يعرف سوى القتل والدمار والفتن كالذي نراه من حولنا في العالم القريب والبعيد.. وتنفيذ شرع الله في هؤلاء الإرهابيين خلاص من غدرهم الدفين وشرورهم الدامية المجرمة، عقوبة ما ارتكبوه من جرائم الإفساد في الأرض، ومحاولة الإخلال بالأمن وإشاعة الفوضى وإثارة فتن طائفية، وإضرار بالسلم والأمن الاجتماعي، واستهداف خسيس لمقار أمنية واستخدام قنابل وأسلحة وقتل رجال أمن غيلة، وخيانة الأمانة بالتعاون مع جهات معادية تستهدف الإضرار ببلادنا ومصالحها العليا.

تلك جرائمهم يستحقون عليها الهلاك في مواقع المواجهة الأمنية وبالعدالة الشرعية، ويستحقون، وهذا درس لمن تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار بلادنا الأنموذج في عالم مضطرب، يضرب فيه الإرهاب بأطنابه القذرة في مواقع شتى من العالم شرقا وغربا.

فالبشرية ابتليت في أزمنة مختلفة بكل أشكال الإرهاب، لكنه استشرى في حاضر العالم كالذي حدث مؤخرا في نيوزيلندا، ومن قبله في عواصم أوروبية عدة وصولا إلى سريلانكا، وهكذا هو الإرهاب لا دين له ولا وطن، وتلك هي معركة العالم ضد جماعات وعناصر الإرهاب والإفساد والتصدي لمن يموله ويخطط له ويدفع بهم لاغتيال الحياة والتدمير للحرث والنسل والحضارة الإنسانية في بلاد الله وخلق الله. وكذلك خطورة العالم الافتراضي، وتلك هي المعركة الأخرى بمحاصرة شبكاته.

الأجهزة الأمنية تقوم بواجباتها الوطنية بأعلى درجات المسؤولية والجاهزية والكفاءة، والتلاحم الوطني هو الظهير القوي لها، والوعي الأسري والمجتمعي بضمير وطني يقظ من الجميع هو الحصن المنيع، باستبصار مكامن الخطر والإبلاغ عن أي عناصر وأوكار مشبوهة، لنصون دائما نعمة الأمن والاستقرار والعيش الكريم.

نعم نجاح الضربات الاستباقية يعكس القدرات العالية لبواسل الأمن الذين نفخر بهم، ويشهد العالم من خلالها نجاحاتهم بتفوق المملكة في مواجهتها الشاملة على الإرهاب وما تقدمه من جهود مقدرة وتعاون هادف على الصعيد العالمي لمحاصرة ذلك الوباء الذي تمكن من دول وتقاسم أرضها ويرتكب من الفظائع ما تقشعر له الأبدان.

أيضا المسؤولية كبيرة ومباشرة على الجميع في التنبه لخطورة الفكر الضال الذي هو أساس البلاء، ومسؤولية المنبر أساسية، وقد قالت هيئة كبار العلماء ما يستوجب أن يستنير به الجميع، ودور الإعلام المتدفق على مدار الساعة هو الوعاء لهذا الوعي المطلوب دائما بضمير الحاضر. ونسأل الله أن يديم على وطننا نعماءه ظاهرة وباطنة.

* كاتب سعودي