-A +A
عكاظ (جدة) @okaz_policy
بحضور أمير قطر تميم بن حمد وأعداد غفيرة من المسؤولين والشخصيات القطرية والمحسوبة على التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، أقُيمت اليوم (الخميس)، في العاصمة القطرية الدوحة، صلاة الجنازة على المعارض الجزائري المتشدد عباسي مدني، مؤسس الجبهة الإسلامية الجزائرية للإنقاذ والمصنفة ضمن قوائم الإرهاب في العديد من الدول. ولقي عباسي مصيره، أمس (الأربعاء)، عن عمر ناهز 88 عاما، بعد مسيرة حافلة بحمامات الدماء والمجازر التي أفضت إلى مقتل نحو ربع مليون جزائري على أيدي التنظيمات الإرهابية التي قادها مدني لإغراق بلاده في الفوضى.

وسيتم نقل الجثمان إلى موطنه الجزائر لاحقا، حسبما ذكرته وسائل الإعلام القطرية.


وأسس عباسي مدني تنظيمه المتطرف «الجبهة الإسلامية للإنقاذ»، ثم فاز في الانتخابات التشريعية الأولى بتاريخ البلاد منذ عهد التعددية الحزبية العام 1991، لكن السلطات الجزائرية حظرت هذه الجماعة، ما أدى إلى تصدامها مع السلطات واندلاع حرب بين عناصر ما سمي «الجيش الإسلامي للإنقاذ» وقوات الجيش الوطني الجزائري، فيما اعتقل لاحقا عباسي مدني ونائبه علي بلحاج، وعدد من القيادات التي سعت الى تعطيل المسار الديمقراطي في الجزائر، وتدخل الجيش لتشكيل المجلس الانتقالي وحل الجبهة الإسلامية للإنقاذ.

وبدأ عباسي مسيرته في التطرف والإرهاب في أواخر الستينيات، ممارسًا النشاط الإرهابي تحت ستار «الدعوة»، بجانب ممارسة النشاط السياسي، إذ أنشأ جمعية «القيم الإسلامية»، لكن تم حظرها في عهد الرئيس هواري بومدين.

وبعد إقرار التعددية السياسية في الجزائر، وفقا لدستور 1989، أسس عباسي مدني «الجبهة الإسلامية للإنقاذ»، أكبر الأحزاب الإسلامية الجزائرية، ورفع تنظيمه المتشدد شعار «إقامة دولة مستقلة عادلة على أسس الإسلام»، إذ خاضت الانتخابات البلدية في الجزائر ثم التشريعية، وكادت تفوز بالأغلبية عام 1991، لكن الجيش أوقف ذلك، خوفًا على البلاد من الانجراف نحو التطرف والارهاب الذي تبناه علنا تيار «الجبهة الإسلامية» المُتطرف، وهو مادفع عباسي مدني ورفاقه إلى اشعال النيران في الجزائر، حيث اندلعت أعمال العنف التي عرفت باسم «العشرية السوداء»، واستمرت المواجهات بين الجماعات المتطرفة التي قادها مدني والحكومة الجزائرية طيلة عقد التسعينيات.

وفي العام 1991، أودعت السلطات الجزائرية، عباسي مدني وقيادات أخرى السجن، ثم افرج عنه في 2003، ومعه ورفيقه علي بلحاج، بعد قضاء ما يقرب من 12 عامًا خلف القضبان، وهرب حينها إلى الدوحة -الحاضنة الحلم للإرهابيين والمتطرفين-، وعاش فيها حياة الرفاهية والترف، إذ كان يقيم في مسكن فاخر بمعية أفراد عائلته الذين حصلوا على الجنسية القطرية.