ناصر النفيعي
ناصر النفيعي
-A +A
ناصر النفيعي
المتجدد دائماً ناصر النفيعي، يكتب هذه المرة بألم يحول الليل المظلم إلى نهار، ويقلب موازين الحزن ليجعله نغماً يطرب متذوقي الشعر الحقيقي. في هذا النص استوطنت الغربة قلب الشاعر، فجمع بين البحر والصحراء، وأمطر عذوبة تتمايل لها الأغصان وتزف لنا عطر نبات الشيح:

يشعل جمود القصائد عنفوان اليم والريح


ما يستثير الشجون البالية لادق هوجاس

الغربة استوطنتني وانبتت ملامحي شيح

أسقي سنين الرجاء واغصان عمري تنبت إيباس

أعلق المقبلة في متلع السحب المراويح

ويْهف مجدولها ويذعذع الحرمان نسناس

رعب الجهات اتجاه الرعب وغياب المصابيح

متشكلٍ من غرور ونرجسية وحشة الناس

أصب دمع الجفاء في محجر عيون التماسيح

أسمو ويسمو شموخ وكبرياء طناخة الراس

أطيح وأقوم متثاقل خطى بشويش وأطيح

أستنشق الذكريات الموجعة دخان الإحساس

ذاب السهر والمعاتب فالمتاعب والتباريح

الشوق والبعد والحرمان يجرح وجنة الياس

شحوب وجه المساء شح المسافات المشافيح

مواسم الصمت تلقح صولجان البؤس والباس

حبست الأسرار بين أسوار خفاق المجاريح

العين وأربع وعشرين الضلوع العوج حراس

يملاني الضيق وأملا كوني المخنوق تسبيح

لاعسعس الليل يتنفس صباحي عطر الانفاس

لأبوابي المغلقة دعواتي البيضاء مفاتيح

ما يبعث الراحة ويطرد براثن كل وسواس

الموج ما يرحم ألواح ومجاديف السوابيح

ذاب البحر ملح والماء سال لين أغرورق الكاس

الصبر ما يكسر أطواده صرير وصرصر الريح

العز للشجرة الخضراء وموت الذل للفاس.