محمد الساعد
محمد الساعد




غلاف الكتاب
غلاف الكتاب
-A +A
«عكاظ» (جدة) Okaz_Culture@
صدر للكاتب السعودي محمد الساعد، كتاب بعنوان «سفر برلك.. قرن على الجريمة العثمانية في المدينة المنورة»، ويطرح الكتاب - الذي يصدر عن دار مدارك - في دور النشر والمكتبات بالتزامن مع بدء «معرض أبوظبي للكتاب 2019» الذي تنطلق فعالياته اليوم الـ24 من إبريل الجاري.

وكان المقال الراصد لتلك الحادثة، نشر بعد مرور 100 عام على الجريمة التركية في المدينة المنورة، الأمر الذي دفع الكاتب لتحويل المقال إلى كتاب يرصد فيه الجريمة رغم شح المعلومات وندرتها.


ويرصد الساعد في كتابه واحدة من الجرائم المروعة التي لحقت بالإنسان العربي وارتكبتها الدولة العثمانية تحت مسمى «سفر برلك»، التي حدثت وقائعها قبل أكثر من 100 عام هجري بحق أهالي المدينة المنورة، وتحديداً في العام 1334هـ - 1915م، عندما اقتحم الجنود الأتراك المدينة المنورة قادمين من إسطنبول، مدججين بالسلاح والفظاظة والأوامر الصارمة لتحقيق هدف «تهجير سكان المدينة المنورة الأصليين وترحيلهم قسرياً إلى خارج الجزيرة العربية».

ويوضح الساعد في كتابه أن تلك الجريمة -أي الـ«سفربرلك» وتعني بالعربية «التهجير القسري»- كانت محاولة لتحويل المدينة المنورة إلى ثكنة عسكرية تمهيداً لتتريكها لاحقاً ومن ثم فصلها عن الحرم المكي الشريف وإلحاقها تماماً بالدولة العثمانية، ولتصبح آخر حدود الدولة العثمانية داخل الجزيرة العربية، في خضم معلومات متواترة ومخاوف حقيقية من قرب انطلاق «الثورة العربية الكبرى».

وجعل الساعد من المدينة المنورة محور كتابه منذ هجرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- إليها، متقاطعة مع الحقب الإسلامية التاريخية المختلفة، وصولاً إلى تلك الفترة التي عانت فيها ويلات الاحتلال العثماني.

في الفصل الأول قدم الساعد عرضاً سريعاً لأصول الأتراك التاريخية وجذور ذلك العرق القادم من أواسط قارة آسيا ليستوطن الجزء الشمالي من العراق والشام، موضحاً أنهم عرفوا طريقهم إلى البلاد العربية مبكراً عبر استقدامهم من حكام الدول الإسلامية والعربية في أزمنة سالفة مختلفة بصفتهم «مماليك» يستخدمون في الحروب والمعارك، قبل أن يتحولوا إلى مستوطنين في أراضي الأناضول.

وفي الفصل الثاني يرصد الكاتب السعودي محمد الساعد شهادات أهالي المدينة المنورة حول «تفاصيل الجريمة وحكايات الألم» التي ارتكبها الجنرال «فخري باشا» ممثل الحكام الأتراك في حق سكان المدينة المنورة وكما وردت على ألسنة أصحابها، إذ إن أول ما فكر فيه الأتراك هو مد خط «سكة حديد الحجاز»، لربط المدينة بالعاصمة إسطنبول لتسهيل التهجير القسري عبر القطار فيما بعد.

وبحسب المصادر التاريخية؛ فإنه لم يبقَ بالمدينة بسبب «سفر برلك» إلا ما بين (80 ـ 100) شخص من أهلها الذين قدر عددهم قبل التهجير القسري بأكثر من 40 ألفاً، وتطرق إلى نقل الأتراك عبر ما عُرف بـ«قطار الأمانات المقدسة» عام 1917م، جميع الآثار والهدايا التي أُهديت لحجرة النبي الكريم ـ على مدار 1300 عام من دون أن تستثني شيئاً، ووصلت الكنوز النبوية المنهوبة الى عاصمة الدولة العثمانية، وتعرض حالياً ومنذ سنوات طويلة في متحف «توبكابي» بإسطنبول. وفى الفصل الثالث يستعرض الساعد الأحوال السياسية خلال تلك الفترة في البلاد المجاورة، وحتى داخل الدولة العثمانية نفسها، فقد تحدث عن مصر إبان تلك الفترة، وإعلان الحماية البريطانية عليها، ما أدى إلى استنفار الأتراك وتحالفهم سرّاً مع الألمان في الحرب العالمية الأولى.