-A +A
أحمد سكوتي (جدة) askoty@
لم تتردد السعودية يوما عن دعم الشعوب العربية والإسلامية، في أدنى الأرض وأقصاها، بل لعل مبادرة إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة خير دليل على أن السعودية كانت وستظل نصيرة للفقراء والمحتاجين في شتى البقاع، بعيدا عن أية أطماع أو أجندات أو تكريس لمفاهيم خاطئة. وظلت الإغاثة السعودية الخارجية تضع نصب عينيها مبادئ لا تحيد عنها أبدا، أولها دعم بلا حدود لمن يحتاج، ومرورا بعدم الانحياز لدين أو عرق أو لون، الأمر الذي انعكس على دعم بلغ 84.7 مليار دولار أمريكي، شملت 79 دولة في العالم، في الفترة ما بين 1996-2018.

ولم تتوان السعودية لحظة واحدة في مناصرة قضايا الضعفاء ومساعدة المنكوبين في العالم وإنقاذ ملايين البشر من جراء الصراعات والأزمات التي حلت بهم دون النظر إلى أي اعتبارات.


وإذا كان الدعم السعودي يصل إلى أقصى بقاع الأرض، فكيف الحال بها وهي ترى جيرانها وأشقاءها يتعرضون لمعاناة تفوق الوصف، بعدما تحملوا ويلات الحروب والتشرد والبقاء تحت كنف نظام لم يراع فيهم إلاً ولا ذمة.

من هنا جاء الدعم السعودي الإماراتي الأخير للشعب السوداني بردا وسلاما على شعب شقيق اختطفته أجندة أيديولوجية لنحو 3 عقود ظل خلالها حبيسا لنظام قمعي لم يأبه باحتياجات شعبه، بل مارس أبشع الأدوار للطعن في خاصرة الأشقاء، من خلال لعب أدوار إقليمية تهدد المصالح العربية تارة والإسلامية تارة أخرى، متجاهلا الدور الأهم لأي نظام حكم الذي يتمثل في توفير أبسط مقومات الحياة والمعيشة ولقمة العيش لمن يحكمهم وولي أمرهم.

وحزمة المساعدات السعودية الإماراتية المشتركة، التي قوامها 3 مليارات دولار، منها 500 مليون دولار للبنك المركزي، حتما ستنعكس على شعب يعاني الأمرين، مرة بضعف قوة العملة المحلية (الجنيه السوداني) مقابل الدولار، فلا يقدر على الاستيراد، ومرة بغلاء متطلبات المعيشة فلا يستطيع الحياة في ظل شح الوقود والأغذية والدواء.

قالتها السعودية مرارا وتكرارا، إنها لم ولن تتخلى عن الشعب السوداني الذي عرفته وعرفها، بل بقيت على العهد دائما معه، تقدم له بلا منّ ولا أذى دعما وراء دعم، تحتضنه بين جنباتها، وترسل له المعونات إلى مقره، منذ معاناة أبناء الجنوب «المنفصل» ونهاية إلى معاناة أبناء دارفور الذين اكتووا بنيران الاقتتال.

وفي قلب السودان، ظلت السعودية منذ قديم الأزل تستشعر واجباتها نحو الشعب الشقيق، وتتعرف على احتياجاته، فكان الهلال الأحمر السعودي في الفترة الأخيرة نابضا بالحماس وهو يتحرك في ربوع السودان الحبيب حاملا بكل فخر الأدوية لتضميد جراح المرضى والمصابين، فيما الزكاة توزع المعونات الإغاثية لتصل إلى كثير من المدن السودانية.

ليست مبالغة إن قلنا إن الدعم السعودي ظل مواكبا للأحداث في السودان منذ الأزل، متآخيا معه ومناصرا له في كثير من المواقف والأزمات الماضية، منذ عقود طويلة، ملبيا احتياجاته الملحة، وها هو اليوم يكرر نصرته للشعب السوداني ملبيا لاحتياجاته الملحة من غذاء وأدوية ومشتقات بترولية، التي تشكل أبرز الضروريات التي تعين أي شعب على حياة كريمة تؤمن له المعيشة من جانب، وتحفزه للعمل من جانب آخر، وتدعوه للتفكير في مستقبل أكثر أمانا واستقرارا في جانب ثالث.

لغة الدعم السعودي الإماراتي كانت ولا تزال وستبقى بلا رتوش أو غموض، للشعب وحده وليس سواه.