-A +A
عابد هاشم
• لا يمكن أن ننسى أو نتناسى ذلك المصير الكوارثي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من أنديتنا الرياضية «المحترفة»، لولا الله ثم ذلك القرار التاريخي السامي المتمثل في تكفل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بدفع جميع الديون المهولة التي كانت على هذه الأندية، وإنهاء كافة القضايا «المفخخة»، التي كانت تهدد مستقبل هذه الأندية.. الخ.

•• السؤال هنا هو: ما الذي أوصل أنديتنا الرياضية «المحترفة» لذلك الطوفان المدمر من الديون والقضايا الكوارثية، التي كادت تخسف بها إلى الهاوية، لو لم يبادر سمو ولي العهد بانتشالها قبل انطلاقة موسمنا الرياضي الحالي؟!


•• ألم تكن تلك التركة الوخيمة محصلة لذلك المسلسل المشين من العبث الجائر بمصائر هذه الأندية، من قبل بعض الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاستها خلال السنوات الطوال التي مضت من عمر «احترافنا الخديج»، فتحولت هذه الأندية إلى حقول تجارب عشوائية جراء ما ظل يُمارس آنذاك من قبل كل رئيس «لكل ما يحلو له» من عبث بحق مقدرات النادي، وقرارات ارتجالية، وتعاقدات مضروبة وعقود عشوائية بمبالغ فلكية وشروط جزائية باهظة.. الخ، ثم لا يلبث «حضرة هذا الرئيس» أن يغادر النادي من أوسع أبوابه، بكل تؤدة ولا مبالاة، ضارباً بالنادي وما خلَّفه على كاهل هذا النادي من قضايا خلف ظهره، متكئاً على عصا الثقة في عدم وجود أدنى مساءلة أو محاسبة ستطاله عند مغادرته النادي، تماماً كما كان عليه الحال خلال فترة رئاسته، التي لم تشهد أي رقيب أو حسيب على ممارسات هذا الرئيس، مما سمح لهذا الرئيس وسواه من أولئك الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة هذه الأندية «المحترفة» بالاستمراء، وسمح في الوقت ذاته بتراكم القضايا على الأندية حتى وصلت إلى ذلك المصير الكوارثي، الذي لم يكن من سبيل لإنقاذها منه إلا عن طريق ذلك القرار السامي الكريم الذي أزاح عن كاهل هذه الأندية كل تلك الأرتال من الديون والقضايا التي تسبب فيها أولئك الرؤساء الذين تعاقبوا على رئاستها وتُرك لهم الحبل على الغارب، فأخلُّوا بمسؤولياتهم وألحقوا الضرر بهذه الكيانات الرياضية الوطنية!!

•• اليوم وبكل أسف يتكرر نفس «السيناريو» من الخلل والإخلال والإضرار، ليس على مستوى الأندية الرياضية السعودية، بل على مستوى كرة القدم السعودية بشكل عام، التي تدفع أبهظ الأثمان من رصيد أمجادها وتاريخها جراء ما يعصف بمرجعيتها «الاتحاد السعودي لكرة القدم». بعد أن أصبح كرسي رئاسته وأهم ركائزه يفتقر لتطبيق الضوابط والمعايير التي تكفل استقرار هذا الاتحاد وظفره برئيس وكوادر يقدرون ما معنى إدارة دفة اتحاد بحجم اتحاد كرة القدم السعودي والمسؤوليات الجسام التي عليه النهوض بها، وهي ليست عصية متى أصبح هذا الاتحاد يُقاد بفاعلية من قبل رئيس يأتي لترجمة خطط وتحقيق أهداف واعدة ووعود مُفعَّلة، لا رئيس يأتي كضيف شرف يدون اسمه في قائمة المتعاقبين على رئاسة هذا الاتحاد ثم يستقيل متى شاء وكأن شيئاً لم يكن!! والله من وراء القصد.

تأمل:

رؤيتنا لأسباب الإخفاق، صارت كمامة على وجوهنا.