-A +A
عابد هاشم
• خروج مرشحي الاتحاد السعودي لكرة القدم دون الظفر بأي منصب في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، في أعقاب الانتخابات التي عقدت مؤخرا، لا يمكن تجاوز مرارته أو محاولة تضميد جرحه عن طريق الانشغال بما قد يكون «وراء الأكمة» من أسباب خارجية، بل الأولى والأجدى من ذلك، هو تكريس الوقت والجهد والاهتمام في معالجة الأسباب الداخلية عن طريق تقييم وتقويم الجهاز المعني في المقام الأول بهذا الخلل والقصور.

•• هذا الخروج المؤسف ما هو إلا جزء لا يتجزأ من مسلسل الإخفاقات التي تلازم مرشحي اتحاد كرة القدم السعودية منذ عقد وأكثر من السنين العجاف، وهذا المسلسل من «الإفلاس» أيضاً، ما هو إلا جزء لا يتجزأ من محصلة التبعات السلبية التي ما زالت تواصل اقتياتها على حساب سمعة وتاريخ وأمجاد كرة القدم السعودية.


•• من هو الجهاز المعني في المقام الأول بهذه المخرجات، أليس الاتحاد السعودي لكرة القدم هو المرجعية والمسؤول المباشر عن كل ما له علاقة برياضة كرة القدم السعودية بشكل عام؟!

•• هل يمكن لنا بأي حال من الأحوال أن ننكر أو حتى نقلل من حالة الضعف والترهل والتخبطات... التي يموج بها الاتحاد السعودي لكرة القدم، والتي بلغت في موسمنا الرياضي الحالي مرحلة متناهية من الاهتزاز والاجتهادات اللافتة سلباً والتي لم يعد يملك أمامها الشارع الرياضي السعودي بشكل عام وجماهير كرة القدم السعودية خصوصاً، سوى ترديد مقولة «شر البلية ما يضحك»، وهل هناك بلوى أكثر ضرراً وإضراراً بمصالح كرة القدم السعودية من تحول كرسي رئاسة اتحادها إلى حقل تجارب مرتجلة، تناوب على خوضها خلال موسمنا الرياضي الحالي، الذي لم ينتهِ بعد، أربعة رؤساء «حتى الآن»، دون أن يقدم أي منهم شيئاً يذكر لصالح كرة القدم السعودية حتى على مستوى بعض ما يسمى «لجان الاتحاد» التي ما زالت تحافظ على دورها البطولي في تعكير صفو المنافسات في مختلف مواسمنا الرياضية منذ أول اتحاد كرة منتخب حتى الآن، فما بالك بأهم أزمات كرة القدم السعودية التي لا يتطلب حلها سوى «عثور» كرة القدم السعودية على «اتحاد فاعل» ينهض بمسؤولياته تجاه كرة القدم السعودية بما يكفل تغلبها على تعثرها المزمن على مستوى نتائج منتخبها أو على مستوى ممثليها خارجياً!!

•• أما أن يتحول كرسي رئاسة اتحاد كرة القدم السعودية إلى أشبه ما يكون بـ«سباق تتابع» في ألعاب القوى التي يشارك فيها «4 عدائين»؛ كل عداء يسلم العصا بعد مسافة محدودة للعداء التالي... تماماً كما فعل الرؤساء الـ«4» الذين تعاقبوا على كرسي رئاسة اتحاد كرة القدم هذا الموسم، فهذا ما لن يقبل به كل غيور على كرة القدم السعودية وتاريخها.. وللحديث بقية، والله من وراء القصد.

تأمل:

متى يبلغ البنيان يوماً تمامه

إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم