-A +A
ماجد الفهمي
- تبدلت الأدوار، ذاك النصر المرتعش بداية الدوري أصبح يقسو على من في الطريق أمامه، وذاك الهلال المرعب أصبح حملاً وديعاً لا يفوز إلا بشق الأنفس ليمضي مرتعشاً في طريق بطولات الموسم.

- في الدور الأول ذكرتُ أن النصر عناصر فوق العادة، يلعبون بلا مدربين، وظاهرة صوتية تضرب في كل جدار وينعكس الصدى على الفريق سلباً حتى تدارك أمره في الدور الثاني، حيث كان للهدوء حكمة انعكست بالإيجاب.


- وعندما صرح رئيس الهلال الأمير محمد بن فيصل أن الإثارة جميلة وممتعة، بهذا سحب فريقه بعيداً تماماً عن الملعب عطفاً على السوء الفني الذي خيم على الفريق، فالهلال الذي كان يثق بفوزه الغريم قبل القريب أصبح في أي مباراة نتوقع له الهزيمة تحديداً وأن زوران لم يصل لوفاق فني وعناصري مع لاعبيه، وربما إداري.

- وهنا نعود ونتساءل، هل الغرور الهلالي أقصى مدربه الصيفي خيسوس وسط تصدر ونتائج فوق الممتازة؟ لم تتضح لنا أسباب إقالة ذاك الداهية وجلب زوران الشتوي بذات الطريقة التي ذهب بها للعين من النصر!

- وفي الطرف الآخر مدرب النصر فيتوريا أظهر أن اسمه ليس بهين، وبدأ يتوغل في كينونة النصر الفنية، مستغلاً بذلك الأسماء المدججة بفريقه، أصبح يقرأ الخصوم جيداً ويفوز مع سبق الإصرار والترصد، وإذا استمر النصر بمدربه وأغلب عناصره للموسم القادم فأتوقع أن نصراً مرعباً آخر سيستمر دون أن يعيقه أحد.

- وبعيداً عن تصريحات رئيسي النادي المستفزة والخارجة عن كرة القدم، تعود لنا جماهير الشمس بشمسها، تضيء حتى تملأ الدنيا جمالاً ولا نكتفي، فأحيانا بل كثيراً ما أعتب على جماهير النصر العزوف في بعض الأحيان عن هذا النادي العظيم.

- ولا أقول ذلك إلا عشماً فيمن أراهم يستحقون، فبُعد النصر عن البطولات لأكثر من 15 عاماً من الطبيعي أن يقلل جماهيره، لكن ليس هو النصر من ينطبق عليه ذلك، بل رأيت أجيالاً خلف أجيال تزهو بالنصر ويزهو بها وتتزايد، لأنها تعرف أن تاريخ هذا النادي أصالة وأساس يفخر به حتى غير النصراوي.

- كما هو الحال لجماهير الهلال التي شبعت بطولات بأيادٍ متسلسلة لا تقطع عنها طريق الوصول لذهب المنصات لتكون ليالي الهلال بدراً يضيء في ظلام لا يجيد غيره أن يضيئه.

- أما هنا.. في الغرب.. ناديان أجملهما مر، فليس أسوأ من الأهلي إلا الاتحاد، فلا ذاك يستطيع الاستقرار ولا هذا أجاد تقويم نفسه، وأخشى ما أخشاه أن يصبح أحدهما وحيداً يصارع مطرقة وسندانا، حتى يهلك بما لم يهلك به من سبق.