-A +A
عبده خال
في هذا الفضاء المتسع لنشر أي معلومة صادقة أو كاذبة يصبح الأمر بحاجة إلى متابعة لتقليل كمية الادعاءات والافتراءات التي يمكن لها أن تؤدي إلى تثبيت معلومة خاطئة..

وخلال ظهور مواقع التواصل الاجتماعي التي مكنت أي فرد لأن يكون وزارة إعلام مستقلة، يبث من خلال جواله معلومات خاطئة، ولأننا نعيش في زمن (القص واللصق) فكثير منا يتحول إلى ناقل آثم لكل ما يصله من غير تدقيق أو تمحيص.. ومع طوفان النقل والبث لم تعد الشائعة هي الآفة الوحيدة، بل شاركتها العديد من بث معلومات دينية واجتماعية مغلوطة، فأصبحت شخصيات نكرات تتسيد الواجهة الإعلامية، فهذا اكتشف وهذا اخترع وذاك شادت به مراكز بحثية.. وأصبح من يريد تمجيد نفسه يكتب تقريراً عنها ويبثه عن طريق القروبات أو مواقع التواصل، وأخطر المعلومات المبثوثة هي تلك التي تغلغل في نفوس الناس قناعات ليست صحيحة، ومع إيماننا العميق أن القرآن كتاب الله فيه شفاء للناس إلا أن ذلك الشفاء مرهون بمشيئة ولا يمكن تحديد ذلك الشفاء بنسب رياضية مما يجعل القرآن على محك الاختبار، وقد نفت جامعة القصيم صحة ما أُثير حول نتائج دراسة علمية منسوبة لكلية الطب بالجامعة، وتشير إلى أن حفظ القرآن الكريم يقلل فرص الإصابة بضغط الدم والسكر والاكتئاب بنسبة 81%.


هذا الخبر المتداول على نطاق واسع استدعى جامعة القصيم لإصدار بيان مقتضب، في موقعها على تويتر نافية صحة ما تم تداوله ونسبة الدراسة للجامعة.

ومثل هذا الخبر لا بد أن تكون المرجعية لتلك الدراسة تحمل المصداقية من الجهة التي تأكدت تأكيداً مطلقاً بالنتائج البحثية التي أجريت على عينات كبيرة في مختلف بقاع الأرض؛ لأن الدراسة سوف تثبت معلومة في جميع أقطار العالم المسلمة، وعدم صحة الدراسة في الواقع سيقود بعض الناس إلى الخلخلة الذهنية، أما إذ كان الخبر والباث له يحمل النية الطيبة في حث الناس على حفظ القرآن فهذه طريق مقفلة كما أن بعض النوايا الطيبة تسلك طريقاً خاطئاً فتضل وتضلل.