-A +A
خالد السليمان
في كثير من بؤر الصراع والأزمات السياسية والنزاعات المسلحة تشابهت علينا البشر فلم نعد نميز الأخيار من الأشرار، الكل يرفع الشعارات الصالحة ويزعم محاربة الشر، ويدعو للانتصار للشعب، لكن الضحايا في جميع الحالات هم الأبرياء الذين يتحدث الجميع باسمهم ولا يسألهم أحد عن رأيهم!

لو سألت أي إنسان على وجه الأرض عن حلمه، لأجابك أن يعم السلام وتسود المحبة وتتوقف الحروب، لكن العالم لم ينعم بالسلام يوما، ولم تتوقف حروبه لحظة، فمن هم هؤلاء الذين يديرون العداوات ويخوضون الحروب ويقتادون الناس إلى أتونها، ولماذا تبدو الغالبية من البشر عاجزة عن فرض رغبتها في السلام والمحبة والتعايش على ساسة النزاعات وجنرالات الحروب؟!


في الجغرافيا العربية يعيش الإنسان العربي أشد حالات الانكسار على مستوى العالم، فقضية فلسطين أصبحت دكان تجارة الثورة، وإيران الإسلامية باتت تهدده أكثر من إسرائيل الصهيونية، وحتى عندما أراد أن ينتفض ويقول كفى، ليكون له صوت مسموع لم يجد صدى لصوته سوى أنين آلامه!

فالسوريون الذين طالبوا بالتخلص من بشار الأسد في دمشق ظهر لهم ألف بشار في كل زاوية من زوايا مدنهم وقراهم وحاراتهم، والليبيون تخلصوا من معمر القذافي لترثه نفس الوجوه وإن تغيرت الأقنعة، ودفع اليمنيون علي عبدالله صالح عن صدورهم ليجثم عليها الحوثي، وتحرر العراق من مشنقة صدام ليقع تحت مقصلة سليماني، وطالب السودانيون البشير بالرحيل ليتقدم لهم المهدي ليحل محله، وثار الجزائريون ضد العصابة لينتصر لهم نفس الجيش الذي كان يحميها!

إنها لوغاريتما يحملها الإنسان معه إلى قبره!