-A +A
سلطان الزايدي
دائما ما يتحدث المختصون في التربية عن دور كرة القدم في تعليم النشء بعض المبادئ والأخلاقيات الإيجابية، وإمكانية توظيف هذه اللعبة الشعبية الكبيرة في خدمة هذا الجانب من تربية الأطفال والشباب في بداية حياتهم، وهذا أمر حقيقي لا يمكن تجاهله، فكرة القدم بحكم شعبيتها الكبيرة يمكن من خلالها تقديم بعض الأشياء المهمة التي تساعد على بناء شخصية الإنسان وفق المبادئ السليمة والصحيحة، لكن حين تصبح هذه اللعبة كمنافسة فقط، وتكون المنافسة هي القيمة الأساسية الوحيدة، هنا سنجد الكثير من القيم والمبادئ المعنية بتأسيس النشء قد اختفت، واستبدلت في بعض الأحيان بالتصرفات السيئة التي لا تليق بالمجتمعات التي تنشد الخير والرفعة للأجيال القادمة.

بصراحة وبعد هذه المقدمة لا أجد مبررا لما يفعله بعض إعلام الهلال، وهم يتركون كل تفاصيل الديربي المثيرة والممتعة، ويتوجهون لحركة بريئة ليس لها أي تفسير غير القوة والرغبة بالفوز، تلك التي صدرت عن مهاجم النصر «عبدالرزاق حمدالله» نجم النصر وهدافه قبل بداية المباراة، لا نفهم لماذا يسلطون الضوء على مثل هذه التصرفات ونقلها للناس على أنها عمل مشين يتنافى مع الأخلاق والتربية الحسنة؟ لماذا أصبحت المنافسة تعتمد على محاولة تعطيل المنافس بهذه الطريقة السيئة التي يتمحور ضررها على المشاهد الرياضي!؟


كان من المفترض تجاهل مثل هذه الأمور، وعدم تفسيرها بهذا الشكل؛ حتى نضمن سلامة أفكار الأطفال وإبعادهم عن مثل هذه التفاصيل، التي من المفترض أن لا تكون حاضرة في مناسبة كبيرة كهذه.

المنافسة الشريفة في كرة القدم تكون داخل الملعب، وما يحدث خارج الملعب يجب أن يكون وفق ضوابط واضحة، فالعالم اليوم متعلق كثيرا بوسائل التواصل الاجتماعي، وهي سلاح ذو حدين، فحين يخرج مشاهير هذه القنوات ويتحدثون بهذا الإسفاف، فهم يقضون على تربية جيل قادم، وكان من المفترض أن يكونوا خير معين في عملية توعيتهم وتربيتهم..!

كم أتمنى أن يكون للعمل الإعلامي دور في توعية الناس، وكيفية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، لا يمكن أن يبقى الأمر هكذا دون وضع خطط واضحة تساعد الناس على فهم كيفية التعامل مع الثورة الكبيرة في عالم الاتصالات، الأمر خطير جدا، وتحصين الشباب في مجتمعنا مسؤولية الأسرة والدولة؛ حتى لا نجد ما هو أسوأ في المستقبل، فدور الأسرة في التربية ودور المجتمع والدولة في المتابعة ورفض كل ما من شأنه الإضرار بالمجتمع وشبابه.

تغريدة:

الجيل الصالح يصنع دولة عظيمة.