-A +A
علي الرباعي (الباحة) Okaz_online@
لم يستغرب محللون سياسيون ونخب إعلامية لجوء تنظيم الحمدين الى الإفراط في شراء ذمم محللين من بلدان عدة ليس آخرهم مجموعة من العاملين في شبكات إعلامية أمريكية وبذل مليارات الدولارات لتوفير أبواق إعلامية تحريضية، طمعاً في فرض سياسات «الجزيرة» على المنطقة، وتبرير مخططها الإرهابي لنشر الفوضى في البلاد العربية وزعزعة الاستقرار من خلال نماذج مشبوهة أصبحت ورقة توت لا تكفي لستر بشاعة الإعلام المأجور والمكشوف. ولن يأسف تنظيم الحمدين على تبديد أموال الشعب لشراء عدد من رخيصي الذمم لتبييض وجهه أمام العالم والترويج لشائعاته وأكاذيبه. ويرى عضو مجلس الشورى الدكتور فايز الشهري أن تنظيم الحمدين يعيش وسط هذا الصخب ويعيد إنتاج الأزمة لتلد أزمات، وأن نظام الحمدين يتعامل مع كشف الحساب الخليجي بالنكران لا المراجعة الراشدة للواقع والمآلات. وأضاف أن الراصد للمشهد الإعلامي والسياسي لنجوم الأزمة في قطر يدرك أن المعالجة تسير في خطّين متناقضين؛ إعلامي تتلبّسه حالة الشعور بالمظلومية وشكوى الشقيق، وسياسي انفعالي تغلفه حمّى المكابرة وتجاهل مراجعة وعلاج آثار تاريخ السلوك السياسي لمن أوصلوا الحال إلى هذا المآل. وأرجع الشهري التخبط الحالي إلى عدم مصارحة الذات بعواقب حداثة تجربة السياسيين القطريين على تعقيدات المسرح الدولي سواء كأشخاص أو كدولة، ويؤكد أن المشروع الضخم لا تحتمله مقومات دولة صغيرة حتى وإن كان لديها شيء من المال الفائض.

ويذهب الكاتب الإماراتي عبدالله جمعة الحاج إلى أن الجماهير العربية تعي وتعلم بأن ما تسوقه قناة «الجزيرة» وتردده على مدار الساعة سلوك خارج عن الأخلاق والأعراف والتقاليد القويمة لأهل الخليج العربي وعن السلوك الإنساني القويم. وعدّ الحاج الإعلام القطري إعلاماً مصنوعاً أو المعمول أو المرتب له سلفاً بطرق ووسائل يراد بها الإساءة المتعمدة للآخرين. ويؤكد المحلل السياسي البحريني سلمان ناصر أن النظام القطري وظّف المال لخدمة سياساته الشاذة عبر تمويل منظمات حقوقية ومراكز بحثية بقيادة شخصيات قطرية وعربية مثل المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بفروعه الثلاثة. مشيراً إلى دور عضو الكنيست الإسرائيلي عزمي بشارة، ومؤسسة «الكرامة» التي تم وقف تسجيلها في الأمم المتحدة عام 2011 لاتهامها بتمويل تنظيم القاعدة، والتي كانت تعمل من مصر فترة الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي، ثم انتقلت للعمل من سويسرا بقيادة وإشراف المدعو عبدالرحمن عمير النعيمي (قطري الجنسية)، الذي تم إدراجه على قائمة الإرهاب منذ 2013، والذي يعتبر من أبرز الممولين للجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم القاعدة.