-A +A
ريهام زامكه
حضرات السادة القراء، المارين من هُنا، قصداً أو من غير قصد، لا أهلاً ولا سهلاً، دعونا نترك المثاليات والمجاملات جانباً و(نخش) في الموضوع على طول دون مقدمات وسلامات وتحيات لا تقدم ولا تؤخر.

فكاتب المقال مثلكم، أحياناً سعيد وأحياناً حزين، أحياناً له خُلق، وأحياناً ما له خُلق، أحياناً له رأي، وأحياناً لا رأي له ولا بطيخ!


وحسب توقيت قراءتكم لهذا المقال؛ إن كنتم سعداء سيكون صباحكم أو مساؤكم كله خيراً وسعادة ومحبة وتفاؤل وراحة بال، وإن كنتم تعساء فشروق الشمس لن يعني لكم شيئاً على الإطلاق، لأنها بحزنكم وبفرحكم سوف تشرق على أية حال.

وربما قد يكون يوماً (عَصبصب) كهذا اليوم الذي أكتب لكم فيه هذه الأسطر، بعدما قررت أن استريح قليلاً كأي عجوزٍ (شمَشليق)، فقد كنت (أخَنْخِس) طويلاً على أرضٍ (سجسجُ) أمام (الغطمطم) الحبيب.

حيث كنت في خلوة معه، ولا أكذب عليكم كان ثالثنا (الشيطان) لكني لم اكترث وأعره اهتماماً، فقد تحصنت جيداً و(سَميت) على قلبي وما تبقى من عقلي من الهم الرجيم، ثم جلست أمامه بكل شجاعة وجلادة وبلادة وبلاهة وبدأت أشكي له ويشكي لي، وأعد سمكاته وصدفاته وأخطبوطاته وأمواجه، ويعد هو ذنوبي ويدفنها في أعماقه.

كنت متصالحة مع نفسي، ومتخاصمة مع كل الدنيا، مبتعدة عن مباهجها، ومُختلية بيّ علِي أعثر عَليّ، فأجدني، وأواعدني، وأصافحني، وأراقصني، وأضمني، وأقبلني، وأهديني هدية قيمة تُسعدني ثم أطير ببعضي وكليّ إلى (مكاني السِري) حيث أجد روحي وراحتي ومُتكئي وسعادتي وضحكتي ومُتنفسي وذكرياتي وملاذي الوحيد.

كنتُ أسمع (جعجعةً) بين بنات أفكاري، وحينما (اطلخم) الأمر بينهن تدخلت وباعدتهن، لأني خفت أن يحتد النقاش ويصل إلى أن يتماسكن بالأيدي والأرجل، وتتطور الأمور وتصل إلى شد (الشعُور) وأفقد صبري معهن ثم أعاقبهن وألعن أبو (خيّرهُن).

والحمد لله تدخلت في الوقت المُناسب وفضيّت الاشتباك لأن (عقلي) في إجازة، ثم أخذت قسطاً من الراحة وصببت لي كأساً من (النُقاخ) المثلج، وحتى لا يتبلاني (سلغدٌ جعسُوس) ويجتهد ليصطادني في الماء العِكر هي مياه عذبة تُنقخ الفؤاد و(تبل) ريقه ولا تُثمل كما يثمَل المخمور من (بنت الدِنان) وأم الخبائث والعياذ بالله.

بل تروي ظمأك وعطشك وتشعرك بعد التعب حتى لو كانت قواك العقلية (الله بالخير) أنك في (رَخاخ) من العيش وسلام.

هكذا هي الحياة، وهذا هو ديدنها، (قلابة) لا يؤمن جانبها، فقد تبتسم لك مرة، وتبكيك مرات، تفتح لك ذراعيها أحياناً، وتعطيك ظهرها أحياناً، أو ربما تكون أنت اللي (ملقيها قفاك)!

وإن حصل وكنت حزيناً في يوم يا صاحبي تذكر، والله ما مر بي قلقٌ أو حزنٌ إلا وأنقذني (بيتٌ) يحول أحزاني لأفراح، سيفتح الله باباً كنت تحسبه، من شدة اليأس لم يخلق بمفتاح.

(أما بعد):

مالكم (تكأكأتم) عليّ، أنا مثلكم لستُ ضليعة في اللغة العربية وأعتقد أن هذا المقال (مُتعقرط) وليس بحاجة إلى مُحرر ليراجعه، بل هو بحاجة إلى (مشعوذ) أو مترجم ليفهمه ويفك شفراته لأنه مقال (خثرود)!

وعلى أية حال؛ (افرنقعوا) الآن عن دماغي أرجوكم، فقلمي بعد منتصف الليل مرفوع عنه (العتب)، وأنا هويت وانتهيت ووصلت إلى السماء الثامنة أحلق و(أختخت) وأرتل ما تيسر مني.

* كاتبة سعودية

Twitter: @rzamka

Rehamzamkah@yahoo.com