-A +A
عبير الفوزان
أتذكر عندما بدأت أزماتنا في الشرق الأوسط منذ 2011 مع الثورات المغرقة في الرعونة، والداعمين للثورات من جهة والمناهضين لها من جهة أخرى.. كتبتُ عن العرب الذين كانوا رهاناً أخيراً.. سواء كانوا عرباً في اليمن، أو في لبنان، أو في مصر.. لكن الرهان فشل فشلاً ذريعاً أمام الأيدلوجية التي استفادت منها أعراق أخرى، ليكون بعض من العرب على اختلاف أطيافهم ومذاهبهم كالريشة في مهب الريح يتقاذفون أمام أعراق تستبسل في الوصول طمعاً بأرض العرب وخيراتها، وقيادة شعوبها تحت مظلة (خليفةٍ للمسلمين) ليس من عرقهم، وفي الجهة الأخرى عرق آخر يستبسل في أن يسيطر على مقدساتهم العربية التي كرمها الإسلام وقدسها لتصير إسلامية محضة، وذلك بدعاوى تدويل الحرمين بدواعي حجج واهية.

القصة عجيبة والرهان، على الرغم من فداحة الخسارة فيه، إلا أنه سيظل قائماً مدى الدهر فالعرب كالحاقة.. ما أدراك ما هم!


لقد حاولت إيران وتركيا طيلة السنوات الماضية، كل من جهتها، أن تقنع المسلمين ليتأسلموا، وتبذر بذور الشقاق بين المذاهب لتعمق الفجوة وتكسب النضال على العرب الذين كسبوا معاركهم مع تلك الأعراق طيلة تاريخهم واختلاف عقائدهم!

في القمة العربية في تونس كان حديث أمين الجامعة العربية أحمد أبو الغيط واضحاً وصريحاً خلال كلمته في مؤتمر القمة العربية الذي عقد في تونس عن تدخلات إيران وتركيا في العالم العربي مما أطال الأزمات..

الحديث حول هذا الأمر ذو شجون، ينكأ الجرح ويدمي القلب؛ لذا يفترض بنا كعرب أن نخفف من وطأة خلافاتنا لعلنا نتوحد دماً واحداً ضد تلك الأعراق التي ما تفتأ تستبسل في المحاولة للاستيلاء على عزتنا تحت مظلة عنت لنا الكثير منذ فجر الدعوة!

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com