-A +A
أحمد عوض
السعودية وكما هي دائماً ثابتة على مبادئها لا تتنازل عن حق، لا تُهادن عدوا، لا تتعاون مع خائن، في قمّة تونس حضر كبير العرب ورُبّان السفينة خادم الحرمين الشريفين وعرف الصغير حجمه جيّداً بحضور الكِبار..

اجتمع العرب في قمّة تونس، الجميع حول مليكنا، وحده تميم كان منبوذاً، كان على الهامش، سواد وجهه يُشبه سواد أعماله، حقده كان واضحاً، نظراته التي تُشبه نظرات اللصوص، لقد كان مكسوراً مُحطماً ذليلاً..


لم يُكمل الجلسة، هرب قبل أن يأتي دوره في إلقاء كلمة، وهذا سببه أن الإنسان عندما لا يكونُ حراً سيخشى سطوة سادته..

كلمة أمين الجامعة العربية والتي ذكرت تركيا كعدو للعرب، وكلمة مليكنا الغالي التي ذكرت إيران وإرهابها جعلتا تميم يهرب سريعاً، لأنه يعلم مآلات البقاء في مؤتمر سيكون بيانه الموحد شجب واستنكار تدخلات سادته إيران وتركيا في المنطقة..

لقد وُلِدَ تميم حُراً واستلم الحُكم حُراً وفتِحَتْ له صفحة جديدة مع السعودية بعد عفو الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، لكنه أبى إلا أن يسير على خُطى والده، وفي النهاية أصبح الرجل تابعاً لأنقرة وطهران وفقد حريته التي كان يحياها..

أن تهرب في ليلة يجتمع فيها العرب لبحث مشاكل العرب، وتهرب من أجل أن ترتمي أكثر في أحضان إيران وتركيا هذا أمر مُثير للشفقة، كيف لحاكم دولة يدفعه حقده لأن يتنازل عن حُريته ويتحول لعبد يخشى سيّده!

لا أحد كان يتوقع أن يصل الحال في تميم إلى أن يكون بهذا المشهد المُخزي، صغيراً، لا يملك أمر نفسه، لا يستطيع حتى المواجهة..

أخيراً..

لقد أثبت تميم لجميع من حاولوا مُساعدته بوساطاتهم أنه لا يستحق كُل هذا الجهد الذي يبذلونه من أجل أن تصفح عنه دُول المُقاطعة، لقد أثبت لهم وبشكل واضح جداً أنه لا يملك أمر نفسه، وأن الرجل يُدار من عواصم أُخرى غير الدوحة، لا مناورة أخرى، انتهى الأمر..

* كاتب سعودي

ahmadd1980d@gmail.com