-A +A
حمود أبو طالب
في يوم الطبيب العالمي أو اليوم العالمي للطبيب تذكر البعض من أفراد المجتمع الطبيب السعودي وأشادوا بعلمه ومهنيته وكفاءته وتفوقه وهذه شهادة مستحقة من المجتمع الذي يلمس هذه المميزات فيه، وأيضاً أشادت وزارة الصحة ممثلة بوزيرها عبر تغريدة في تويتر بالطبيب السعودي فقد قدم له الشكر والامتنان ودعا له بالتوفيق والعون، ولكن هل يكفي الشكر والدعاء لهذا الطبيب من وزارة الصحة، الجهة الرئيسية المقدمة للخدمات الصحية، أم أن الطبيب يحتاج لأكثر من ذلك.

الحقيقة أن طبيب وزارة الصحة بالذات يحتاج إلى الإنصاف ولا شيء أكثر من الإنصاف من هذه الوزارة، وهذا كلام يتردد كثيراً لكنه لا يلقى تجاوباً من الوزارة، التي لو كانت احتفلت بهذا اليوم بتقديم جزء من هذا الإنصاف المطلوب منها لكان احتفاؤها بيوم الطبيب معقولا وله معنى، أما أنها تقدم الشكر له وتشيد به وهو يعاني منها فذلك تضارب بين القول والفعل لا يجعل لموقفها الإيجابي الكلامي أي معنى.


ما زال كادر الأطباء يا وزارة الصحة مخجلا ومجحفا، لديكم أطباء أكفاء يعملون في أقسى الظروف وينكرون ذواتهم ويواصلون النهار بالليل لخدمة المرضى في مرافقكم بينما مرتباتهم في الحضيض بالنسبة لغيرهم في الدول المجاورة، وعندما تفضلتم بإقرار بعض البدلات عدتم لإثارة اللغط حولها بقرارت ظالمة تهدد بسحب هذا البدل وإلغاء الآخر، فأصبح الأطباء المتمسكون بالوزارة في وضع مهين وهم يستجدون منكم حقوقهم الضئيلة أساساً.

الاحتفاء بالطبيب السعودي يا وزارة الصحة هو توفير بيئة العمل الجيدة وضمان مرتبات لائقة تحفظ للطبيب كرامة العيش مقابل عمره الذي أفناه في دراسة صعبة وعمل أصعب، أما إذا استمر تعاملكم كما هو عليه فلا تستغربوا عندما تكتشفون الرحيل المتزايد للأطباء من وزارتكم.