-A +A
لينه عبدالحميد الخطيب - leenaalkhateeb@
تهدد ظاهرة الطلاق استقرار المجتمع وتقدمه، ويظهر ذلك حين تتفكك الأسرة، فينتج عن هذه الظاهرة أبناء متفرقون ضائعون، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى انحراف سلوك الأبناء، ويزداد معه معدل نمو الجريمة، وتهاون البعض في الطلاق، فكم من أزواج تطلقوا لأسباب لا تستدعي حدوثه!، متناسين ما قد ينتج عنه من آثار وما قد يحصل من تفكك وعدم استقرار للأبناء.

والطلاق في السعودية في ازدياد، حيث شهدت المحاكم السعودية 53 ألف حكم طلاق في عام 2017، بمعدل 149 حالة طلاق في اليوم، إضافة إلى مئات الحالات التي وقعت دون اللجوء إلى المحاكم، وبيّنت إحدى الدراسات الاجتماعية أن كل 10 حالات زواج يقابلها 3 حالات طلاق، يعني أن ثلث المتزوجين الجدد إما لجأوا إلى الطلاق أو في طور إجراءات الطلاق.


إن ارتفاع نسبة الطلاق أمر يحتاج يستحق الوقوف أمامه؛ لمعرفة ماهي أسباب هذا الارتفاع، وتقديم الحلول لمحاولة الحد من ارتفاع نسبة الطلاق، وزيادة التوعية، حيث إن مفاهيم الزواج اختلفت، وعلينا تصحيح أفكار الشباب والشابات بما يتناسب مع القيم، إضافة إلى اختلاف الفكر والشخصية والطباع، وعدم القدرة على التوافق مع الطرف الآخر، وبيان ماهي الآثار المترتبة عليه، فالطلاق يؤثر على كلا الطرفين، إذ يؤثر على المطلقة ويؤدي إلى حصول ضغوط نفسية عليها، مثل: الشعور بالندم، ونقص الإحساس بقيمة الذات، ومرارة الفشل في الحياة الزوجية، وآثاره على المُطلِّق تتمثل في: إصابته بالسلبية تجاه النساء، فيعتريه الخوف بأنه سيرفض من قبل النساء الأخريات بعد الطلاق، ما يجعله يصاب باهتزاز الثقة في نفسه في إنجاح الحياة الزوجية مرة أخرى، وكلا المطلقين يواجهان مشكلات كثيرة مع الأطفال بعد الطلاق، ويعانيان من اضطرابات نفسية، واجتماعية، وقد يتغيّر تعاملهما مع الآخرين.

ومن الآثار المترتبة على طلاق بالنسبة للأبناء: إصابتهم بتشتت بعد فراق الأب والأم، والفشل دراسياً واجتماعياً، كما أنهم قد يصابون بضعف البناء النفسي والذاتي، ويتصفون بالحدة والعنف، ويعيشون فراغاً عاطفياً ولا يشعرون بالأمن مع الآخرين، كما يؤثر الطلاق سلباً على حياة الأبناء في كثير من الأمور التي لا يمكن حصرها، فأنصح كلاً من الزوجين استشعار نعمة الزواج، وتحمُّل المسؤولية نحو أبنائهم، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)، وأن يصبر كل منهما ويغض الطرف عما لا يرتضيه من الآخر.