-A +A
آمنة العبدالله a-alabdullah@hotmail.com
عندما خلق الله الإنسان، خلقه في أحسن تقويم وخَصّه بالعقل، العضو المذهل الذي خُلق للتفكير، وامتلاك القوة الإدراكية، والوعي والمعرفة. وكما قال أحد الفلاسفة «أنا أفكر، إذن أنا موجود»، يؤسفني بشدة، عندما يعيش البشر دون أدنى أي تركيز على العقل، واستخدام قدراته التي وهبها الله لهم، لا يُعقل أبداً أن أتّبع الآخرين في آرائهم دون أن أفكر وأعطي نفسي المساحة والفرصة لخوض غمار التجربة.

ندرك جيداً ما يعيشه الآن عالمنا من التخبّط الفكري، والتدليس في حقيقة أمور كثيرة، ومع ذلك نجد الناس أتباعاً لهذا وذاك دون بحث وجهد ذاتي.


البشر ليسوا دائماً على صواب خُلقوا خطّائين، ولا يهمني إذا ما كان شيخاً أو طبيباً أو حتى قاضياً فحتى القُضاة الظالمون وُعدوا بالعذاب الإلهي، لا يهمني حجم الشخص الذي أمامي فهو مجرد بشر!

لماذا لا أكون دليل قلبي ومُستَنداً لمنطقي ووليداً لأفكاري، أليس لديّ العقل ولدي مُطلق الحُريّة؟!

من حقي أن أسأل ألف سؤال ومن حقي أن أجد الإجابة، فعندما تمنع طفلك عن عادات معينة يجب أن تشرح له سبب المنع جيداً، حتى يقتنع وإن لم يقتنع سيفعل ما يشاء سواءً بعلمك أو دون علمك. والناس لم يُخلقوا ليأمروا الناس! «لست عليهم بمصيطر» أن تكون عالماً ليس معناه أن تكون مُلمّاً بكل شيء، وأن تكون تابعاً لأي شخص كان معناه أنك مخلوق دون عقل، كآلة بمحركٍ لا يعمل!

هناك ما يفعل ما يراه دون دراسة أو اختيار لدرجة أنني أصبحت أرى وجوه النساء سواسية دون تمييز، حتى باتت إنجازاتنا تتشابه.

الجمال يكون بالاختلاف حتى بالتفكير، يجب أن تختلف في تفكيرك في معتقداتك في مفهومك للحُريّة، ليس عليك أن تشارك هذا العالم في كل شيء، من المُخجل أن تكون فقط مجرد امتداد للقطيع! لا تقضي يومك في سبيل أن تعيش حياة غيرك فكل شيء قابل للتغيير حسب الزمان والمكان كل شيء دون استثناء، لا تُصدق معلومة تُقال لك أو مقطع فيديو منتشر لا تعلم حقيقته وخبراً تجهل مصدره، لا تتحدث عن قصة وأنت لم تكن من أبطالها! لا تُكن تابعاً بل كُن قائداً في حياتك فأنت من أعظم المخلوقات ومن الضروري أن تستشعر هذه العظمة كما يجب.