-A +A
حسن باسويد (جدة) baswaid@
فضحت صحيفة «The Atlantic» الأمريكية، تواطؤ نظام أردوغان مع «داعش»، مؤكدة أن التنظيم كدّس الأموال الطائلة والذهب ونقلها إلى تركيا، ما جعله أغنى تنظيم إرهابي في العالم. ونقل تقرير نشره موقع الصحيفة الإلكتروني أمس الأول (الأحد) عن مسؤول أمني عراقي قوله: إن الجزء الأكبر من أصول «داعش» تم نقله إلى تركيا، وأن بعض هذه الأموال تم الاحتفاظ بها نقداً من قبل أفراد في تركيا، بينما تم استثمار جزء منها في الذهب.

ولا تعد هذه السابقة الأولى التي تغض فيها أنقرة الطرف عن نشاط المنظمة الإرهابية على أراضيها، فقد اعتاد التنظيم الإرهابي جني ملايين الدولارات عن طريق بيع النفط المهرب للمشترين الأتراك. وأفصح التقرير عن عمليات نقل وتحويل الأموال في إحدى ضواحي العاصمة اللبنانية بأسلوب مبهم وتحت ستار من السرية، حيث تُستخدم شبكة التحويلات النقدية، في أغلب الأحوال لنقل الأموال إلى الأماكن التي تعطل فيها النظام المصرفي أو يكون تحويل أي مبالغ إليها مكلفاً للغاية بالنسبة للبعض.


وحذر من أن الولايات المتحدة وحلفاءها مازالت أمامهم مسيرة طويلة لإسقاط الإمبراطورية الاقتصادية للتنظيم الإرهابي. إذ لا يزال «داعش» لديه قوة مالية، وإمكانية للوصول إلى مئات الملايين من الدولارات، وفقاً لتقديرات الخبراء، وبالتالي يمكن له الاعتماد على الأسلوب السابق اختباره وتجربته أثناء المعارك للحفاظ على استمرار تدفق الأموال إلى خزائنه.

ولفتت الصحيفة إلى أن «داعش» اعتمد على مصدرين في جمع الأموال هما استغلال حقول النفط في سورية والعراق، وفرض الضرائب، وهو ما كان يوفر له حوالى مليون دولار يومياً، بحسب ما ذكره مسؤول عراقي رفيع المستوى.

فيما أكد هوارد شاتز، كبير الاقتصاديين في مؤسسة راند المالية والمؤلف المشارك للعديد من الدراسات حول الشؤون المالية لـ«داعش»: أن التنظيم يرقد على المفاجأة الهائلة التي قام بتشييدها خلال فترة ذروة قوته، مضيفاً: «ما نعرفه هو أنهم جمعوا مبالغ كبيرة من الأموال وغيرها من الأصول. ولكن لا نعرف إلى أين ذهب كل هذا». لكن سلسلة مداهمات لمقار الشركات المرتبطة بداعش في أربيل، كشفت عن أوراق تشير إلى أن المجموعة استثمرت في كل شيء من العقارات إلى تجارة السيارات.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: إن إحراز الانتصار العسكري ضد «داعش» تطور يمكن الاحتفال به، لكنه يمنح التنظيم أيضاً فرصة الاعتماد على استراتيجية اقتصادية عمل عليها جيداً لسنوات، ومن غير المتوقع أن تتوقف عن العمل وتخرج من أسواق العمل في أي وقت قريب.