-A +A
عبير الفوزان
عندما قال ملارميه الحياة قصيرة والفن باق، كان قوله دعوة للتشبث بالفن أكثر من الحياة. «الفن رسالة» قد تبدو الجملة مبتذلة من كثرة التكرار، لكن لا يمنع من حقيقتها، حيث إن الفن البصري إضافة إلى جماله، هو رسالة للحاضر والمستقبل.

اُفتتح معرض فني للأمير الفنان سلطان بن فهد بن ناصر ضم أكثر من 8 أعمال، وذلك في القصر الأحمر، وهو قصر للملك سعود بن عبدالعزيز، يعود إلى الأربعينات الميلادية، وأول بناء مسلح في العاصمة الرياض. وكان المعرض فرصة لمشاهدة القصر الذي فُتح لأول مرة للعامة. كانت الأعمال نوعا من الفن المفاهيمي، أو ما يسمى بالتركيبي. وهو من فنون ما بعد الحداثة. كثيرون توقفوا أمام هذا المعرض الفردي، وكل ظنهم أن هذه الأعمال هي مقتنيات قديمة.. كان الانتقاد لاذعا أمام معروضات وفن لم يستطع كثير من الناس فهمه، أو حتى ماهيته.. ولا يلامون في ذلك.. فقد عاشوا في زمن كانت الحداثة بكل أنواعها الفنية محاربة.. فما بالنا بفن ما بعد الحداثة!


اليوم مع فن الصورة والمذهب التصوري، والمشاريع القادمة العملاقة التي تواكب رؤية 2030 هناك مفاهيم في الفن يجب أن تُفهم، ومدارس يجب أن تُعرف وتُدرس.. فتذوق الفن ليس حكرا على الفن الكلاسيكي، أو نوعية محدودة من الفن المعاصر الذي كان مسموحا به في زمن الصحوة!.. هناك فن تشترك فيه الأفكار وتتحول إلى واقع ملموس لنشر رؤية جديدة للواقع، كما يجب أن تكافح معاداة الفن السابقة بنشر الفن، وبتعليم الفن بشكل أوسع وأشمل كي لا يقف أحد ما يوما ما أمام عمل فني وهو لا يميز إن كان عملا فنيا أو شيئا آخر!

* كاتبة سعودية

abeeralfowzan@hotmail.com