-A +A
نادر العنزي (عمان) nade5522@

أقامت سفارة المملكة لدى الأردن اليوم (الاثنين)، ورشة عمل بعنوان «جهود المملكة العربية السعودية في نبذ خطاب الكراهية والدعوة للتسامح والاعتدال»، بمشاركة نخب إعلامية وسياسية أردنية.

وتأتي الورشة عملاً بما جاء في تغريدة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز،‏ عبر «توتير»، والتي دعى خلالها المجتمع الدولي إلى مواجهة خطابات الكراهية والإرهاب التي لا تُقرها الأديان ولا قيم التعايش بين الشعوب، وذلك بعد العمل الإرهابي الذي وقع في نيوزلندا.

وافتتح ورشة العمل نيابة عن سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن الأمير خالد بن فيصل بن تركي، نائب رئيس البعثة محمد بن عبدالعزيز العتيق، الذي أوضح ما تقوم به المملكة من نبذ لخطابات الكراهية ودعوتها للتسامح بجانب أشقائها من الدول العربية، حيث تعتبر المملكة رائدة في نشر مبادئ الوسطية والاعتدال ومحاربة التطرف والعنف، وتساهم في تعزيز ثقافة الحوار ونبذ خطاب الكراهية.

وقال وزير الإعلام الأردني الأسبق سميح المعايطة: «إن التطرف فعل عقلي ناتج عن فهم مشوه وغير سوي لنصوص شرعية أو أحداث»؛ مشيراً إلى أن سوء منتجات التطرف هو الإرهاب الذي يستهدف حق الإنسان في حياة طبيعة آمنة يُمارس فيها حياته وعبادته.

وذكر في ورقة العمل التي قدمها، أن التطرف مهما كان شكله ومصادره ومبرراته هو احتكار للحقيقة والدين، مبيناً أن التنظيمات الإرهابية التي اكتوت الأمة بأفعالها ترى أنها الوحيدة التي تمثل الدين، وأن أفعالها من إجرام وقتل حتى داخل المساجد هي عبادات تتقرب بها إلى الله تعالى.

وبيَّن أن فكرة التسامح ليست ضمن مفاهيم أهل الإرهاب والتطرف، مستعرضاً معاناة المملكة والأردن من التطرف والإرهاب، الأمر الذي جعلهما أكثر من تعامل مع هذا الوباء الفكري والعقلي بجدية، فكانت الحرب على التطرف حرب الانتصار للإسلام، وحقه على المسلمين أن تكون صورته كريمة حقيقيه لا تشوهها أفعال البعض.

وشدد على أن المعركة ضد الإرهاب والتطرف معركة حق الإنسان في أن يعيش حياة طبيعية يأمن فيها على بيته وأطفاله وأعماله، الأمر الذي يتطلب أن تكون المعركة شاملة فكرية وأمنية وعسكرية.

وأكد على دور الإعلام الذي يحتاج إلى مضمون قوي وعميق قادر على مواجهه التضليل الذي تبثه هذه التنظيمات، بعيداً عن الاستغراق في شتم التطرف دون مواجهة مضمونه.

بدوره، تنقل عضو مجلس الأعيان الأردني العين صخر دودين في ورقه العمل التي قدمها، بين كلمات ومواقف لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين، من خلال تسليط الضوء على بعض تغريداتهما، وكذلك التعريج على أجزاء من خطابات كل منهما، والتركيز على تشابه منطق الخطابين وعقلانية نبذ المملكتين لخطاب الكراهية ومحاربتهما للتطرف والعنف.

وركز على دور المثقفين في البلدين في التعرض لموضوع خطاب الكراهية وفلسفتها ونبذ التطرف والعنف، مستشهداً بكتاب فلسفة الكراهية للكاتب السعودي راشد المبارك، وخطاب الكراهية لرئيس وزراء الاْردن الأسبق سعد جمعة.

ولفت دودين إلى جهود المملكتين في التصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف، من خلال إقامة مراكز دولية ومحلية وإطلاق المبادرات التي تُبيِّن مبادئ الدين الإسلامي النبيلة والمتسامحة، والتي تسعى لبناء مسيرة الحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات المتنوعة، وتعزيز ثقافة احترام قواعد العدل والسلام بين الأمم والشعوب.

من جهته، استعرض رئيس تحرير صحيفة الدستور الأردنية اليومية مصطفى ريالات، دور المملكة العربية السعودية في مكافحة الفكر المتطرف، من خلال تأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار كأول منظمة دولية تعمل على تفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية لمساعدة صانعي السياسات في بناء السلام والتعايش السلمي تحت مظلة المواطنة المشتركة في عام 2012م، ومناطق عمل المركز.