-A +A
ترجمة: حسن باسويد (جدة) baswaid@
أكدت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، أن تخلي الولايات المتحدة عن السعودية حليفتها الكبرى في الشرق الأوسط، «أمر مستحيل»، وفكرة خيالية، وأن الإصرار على ذلك لن يمكن دون أن تصاب مصالح الولايات المتحدة الحيوية في المنطقة بالضرر الجسيم، لافتة إلى الحملات الشعواء التي يشنها بعض السياسيين في الكونغرس وبعض وسائل الإعلام في محاولة للضغط على المملكة والتدخل في شؤونها الداخلية.

وأشارت إلى أنه من المستحيل إطلاقاً أن تضغط واشنطن على الرياض لإحداث تغييرات في الحكم، حتى لو هددت الولايات المتحدة بقطع العلاقات، علاوة على ذلك، فإن العائلة المالكة برهنت أنها خلال أوقات الأزمة، تحتشد مع ولاة الأمر، ونظام الحكم في المملكة متشابك بشكل لا ينفصم.


وأوضحت أنه نظرا إلى أن السعودية حليف مهم للولايات المتحدة في ما يتعلق بتنظيم أسواق الطاقة العالمية والتعاون الأمني ومكافحة التوسع الإيراني، فإن تلك المحاولات لزيادة الضغط على المملكة لن تخدم على الأرجح المصالح الأمريكية، خصوصا أن جهود السعودية واضحة في إرساء السلام والاستقرار في المنطقة، فضلا عن دورها الكبير في دعم أشقائها مثل إعادة الإعمار في العراق وشمال شرقي سورية.

وذكرت المجلة أن أعضاء الكونغرس ينبغي لهم أن يلتفتوا إلى الإصلاحات الجذرية التي صنعها ولي العهد الشاب الأمير محمد بن سلمان في بلاده.

وأوضحت فورين بوليسي أنه يجب على واشنطن أن تلتفت إلى أن نجاحات محمد بن سلمان، كقائد شاب يبلغ من العمر 33 عاماً، ويشعر ويرتبط باحتياجات ورغبات وآمال بلد تصل فيه نسبة السكان الذين تقل أعمارهم عن 35 عاما إلى 70%، من صفات الشباب التي تستلزم الجرأة وزيادة الرغبة في الطموح، تلك الصفات الأساسية لدى هذا القائد الذي يحاول إحداث نوع من التحول الاجتماعي والاقتصادي الكلي الذي تحتاجه بلاده.

وبينت المجلة الأمريكية أن دعم وتشجيع السعودية، طريقة خالية من التكلفة للسياسيين والنقاد الأمريكيين، وفي المقابل ستكون هناك تكاليف عالية إذا كانت الولايات المتحدة تسعى لتهميش أحد حلفائها القدامى.

ولواشنطن مصالح حاسمة في المملكة وحصة حيوية في مستقبل المنطقة، لذلك يجب عليها تعزيز الشراكة الإستراتيجية مع القيادة السعودية الشابة، بدلاً من محاولة البعض انتقاد سياساتها الداخلية، لأن محاولة استعداء المملكة المستقبليّة بدلاً من احتوائها ودعمها، ليست سياسة ذكية.