-A +A
وفاء الرشيد
تأخرت في كتابة المقال.. كنت مترددة من تردد الكثير حولي في كتابته لأسباب كثيرة وأهمها لي هو بأن أُفهم خطأً، فأصررت بأني على يقين من أنني في بلدي وأحدث أبناء بلدي من أجل بلدي.. ولن أفهم خطأً.. فهناك فرق كبير بين الانتقاد والهجاء.. وهناك فرق أكبر بين لفت النظر والتمعن.. ولا أظن هناك اليوم من هو فوق لفت النظر.. حتى «مسك»!

سأحدثكم اليوم عن موقف حدث مع جمعية «مسك الخيرية» وهي تطلق إحدى مبادراتها مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» وبالتعاون مع مؤسسة بدر بن عبدالمحسن الحضارية الخميس ٢١ مارس ٢٠١٩، في مقر اليونسكو في باريس لإحياء أمسية شعرية خاصة بالأمير بدر بن عبدالمحسن تحت عنوان «ناي»، حيث أُرسلت دعوة بالخطأ لشخصية معارضة للوطن تقيم في باريس تسب وطنها كل يوم على التلفاز الفرنسي، لا تستحق حتى أن أشرفها بذكر اسمها بمقالي على نهج رئيسة وزراء نيوزيلندا الذي أعجبني.


طبعاً الصغيرة لم تصدق خبرا ونشرت صورة من الدعوة على «تويتر» وسطورا فوقها تعدهم بما معناه بأنها ستحاول الحضور ولكن برنامجها مزدحم جداً (إذا فضيت جيتك)!

الحمد لله كان هناك من به فطنة فأعلن على الفور عبر موقع الأخبار السعودية في«تويتر» أن الدعوة وصلت لها بالخطأ، وأنها غير مرحب بها في أي محفل سعودي، وكان ذلك جهدا موفقا يشكر عليه فاعله، ولكن السؤال هنا بمشهد أصبح يتكرر ضمن معطيات محدودة لأهداف واضحة تهدف لهز صورة المملكة العربية السعودية وعكس صورة مترددة لا تشبهها حيث كان ذلك واضحا في مشاهد مختلفة قريبة لا مكان لسردها هنا، ولكني على أتم الاستعداد لمناقشتها إذا هناك مسؤول يريد أن يسمع.. الموضوع اليوم وبهذه المعطيات والظروف أصبح أكبر من دعوة سادتي تصل بالخطأ إلى شخصية تتسم بمخالفتها لتوجهات الدولة، وبالرغم من أنها تعلمت وكبرت من خير هذا الوطن، وبالرغم من أني تعلمت كذلك في فرنسا ولكن على حسابي الخاص حيث لم أكلف دولتي قرشا، إلا أن الوطن لا يضاهيه شيء ولا يقاس بما أخذت منه فها أنا أصر على كتابة هذا المقال ونشره من باب الوفاء أولاً وأخيراً لهذه الأرض التي تجمعنا.

نحن مخترقون، وهذا ليس بجديد أو غريب، فكل الدول الكبرى والمؤثرة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً مستهدفة أحياناً من أقرب الناس لها، فهناك من يمرر رسائله على حسابنا الخاص أينما ذهبنا، ولكن المطلوب هنا أولاً أن لا يكون أحد فوق لفت النظر والنصح، فنحن كلنا في مركب واحد فلا ترتبكوا إن وجهنا النصح لمسك! لأنهم هم أنفسهم يحتاجون للصادقين ليبنوا معهم.. فالصادقون الصادقون..

ما أريد أن أقوله هو أن الاستعمار تغير مرات عديدة عبر الزمن وأصبح الاختراق هو الحروب بالوكالة، والتوجيه الثقافي والإعلامي هو الجيوش، والابتزاز الاقتصادي وصناعة الأعداء الواهمين هي القنابل.. وما زالت محاولات فرض «خارطة الشرق الأوسط الجديد» قائمة.. والأيدي الناعمة بالحروب الناعمة بالممارسات الناعمة هي الأسلوب الأنجح في اختراق السياسات والشعوب اليوم، الجميل أننا كنّا واعين لما حدث وتداركناه، ولكن المقلق هنا أننا يجب أن نكون أكثر حيطة مع شركات العلاقات العامة والتسويق التي نتعامل معها وخاصة بالخارج، فهم بالأغلب ليسوا من أبناء جلدتنا وإن كانوا عرباً، فالبعض من هذه الجنسيات كما اتضح للجميع في الآونة الأخيرة يملك من الكره والغيرة بقلبه ما يضاهي الأعداء الحقيقيين.. وهم في النهاية عبيد للقرش كما عهدنا البعض منهم..

أما هي فإمعة وستبقى إمعة وخائنة لوطنها، ولكننا هنا أياد تبني داخل أسوار الوطن لنزرع أحلاما لأجيال قادمة ونجاهد بروحنا وأقلامنا وأجسادنا لنكون، فلا تدعوا لهؤلاء الأقزام مثلها وزبائنها مدخلا علينا..

◦ بنتكم..

* كاتبة سعودية

WwaaffaaA@