-A +A
عبدالرحمن الثابتي
يعتقد الكثير أن الإرهاب نتاج لشخصيات متطرفة تعتنق فكرا أو مذهبا، ثم تحاول نشره، ولكن الحقيقة تجافي هذا تماما، فهذه نتيجة وليست سببا أيها السادة.

لي صديقان متطرفان صُنعا على عيني تطرفين متناقضين؛ الأول يدعى أبو البراء، والآخر يدعى ديفيد، كلاهما متطرفان على نقيض بعضهما، فحيث يعتنق الأول فكرة الفرقة الناجية من ناحية دينية، يعتنق الآخر فكرة الفرقة ذات الدم المقدس؛ والبشرة الفاتحة التي يجب أن تتسيد!


العجيب أن كليهما لديه استعداد أن يقتل ويُقتل من أجل هذه الهوية المغلقة المنكفئة على ذاتها، ولا ترى أن غيرها يمتلك نسبة من الحقيقة أو حتى حق العيش وفق ما يعتقده، لقد اتخذا من منهج امتلاك الحقيقة المطلقة سبيلا وصُنعا على ذلك، فكيف لا يكونان في غاية التطرف!

إنني أظن أن هذه الهويات الصغرى المفترسة هي ما يهدد الأبرياء وطالبي العيش بسلام وحرية، ولا أخفي تخوفي ممن تعاطف مع ضحايا الإرهاب لأنهم من طائفته فقط؛ ولم يسبق له أن أنكر حوادث إرهابية ضد غيرها، الفرق أنه صامت والمتطرف الآخر تقدم خطوة للخلف!

* كاتب سعودي

A_ALTHABTY@