-A +A
خالد السليمان
يفهم البعض الترفيه على أنه الخروج على الذوق العام واستباحة ما هو مخالف للنظام، وتحقيق أعلى درجات الصخب والإزعاج، كما يفعل بعض أصحاب المقاهي والمطاعم والمتنزهات، لذلك علينا أن نمنح نضوج تجربة الترفيه فترة مناسبة حتى يستوعب هؤلاء البعض طبيعة الترفيه وحقيقة هويته دون إخلال بالقانون أو هدر للذائقة !

في جدة والرياض حصلت العديد من التجاوزات في عروض الترفيه الموسيقي والغنائي التي تقدمها بعض المقاهي والمطاعم لروادها، مما تطلب تدخل الجهات المسؤولة للحد منها، وجزء من هذه التجاوزات ربما لم يكن رغبة أو تعمدا في مخالفة القانون بقدر ما كان لقصور فهم الأنظمة وعدم وضوح معاييرها، فالبعض لم يفرق بين المقهى والمسرح أو المطعم والملهى، أو بين العزف الموسيقي الذي يرفه عن الحضور وبين الردح الذي يحوله إلى حلبة راقصة !


وفي منطقة الحدود الشمالية اضطر أمير المنطقة قبل أيام للتدخل شخصيا ليأمر الجهات المختصة بالتعامل مع تجاوزات متنزه حديث الافتتاح كادت أركانه أن تهتز من صخب الموسيقى ودبك الأرجل واختلاط الأنفس !

بالتأكيد أن لكل شخص مزاجه الخاص، وفي دول عديدة يستطيع كل شخص أن يجد ما يناسبه، لكن لا يختلط بعباس بدباس، فالمقاهي النهارية لا تمارس دور النوادي الليلية، فللصخب أماكنه وأوقاته ودرجاته، وللهدوء أماكنه وما بينهما مساحات متلامسة يحدد فواصلها القانون إن لم يحددها الذوق !