-A +A
هيلة المشوح
كتبت قبل أسبوعين مقالاً عن التنمر الذي يمارسه البعض ضد المثقفين نتيجة التعبئة الدائمة لحرس التطرف وفلول الصحوة البائدة، وهو أمر يتكرر في كل حقبة زمنية وليس وليد اليوم، فكل شيء يتغير ويتحول عدا هذا العداء ضد المثقف والذي يزرعه الغلاة في جماجم الأتباع بتراتبية عجيبة لم تتغير فيها سوى المسميات، فبعد أن كانت الحداثة شعراً وأدباً هي بمثابة الخروج عن الدين كانت العلمانية والليبرالية تهما انفرد بها المثقف في حقبة أخرى.

سأكمل ما بدأته سابقاً في عرض سريع على محطات بعض الغلاة في تنمرهم ضد المثقف ‏بدءاً بالتنمر الصحوي إبان إرهاصات الصحوة في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات الميلادية حينما انطلق أحد رموزها بتكفير وزندقة بعض المثقفين وتشويههم وسلط الضوء على فكر القصيمي في زمن لم تكن أفكار القصيمي أو كتبه منتشرة أساساً، مستعرضاً بذلك عضلات فكره واطلاعه على كل شاردة وواردة وكان قبل ذلك له صولة كبرى مع الشيخ محمد الغزالي كرد على كتاب «السنة النبوية بين أهل الحديث وأهل الفقه»، كما كان لرمز آخر من رموز الصحوة صولة كبيرة في التنمر الكبير وتشويه مجموعة من المثقفين وتكريه الناس بهم وصدهم عن كتبهم وأفكارهم بطريقة بشعة مثل المفكر محمد الجابري وغيره.


الآن السؤال:

لماذا هذا العداء في وقتنا الراهن وفي هذا الوقت بالذات، على رغم تبني الدولة للفكر المعتدل الذي قدمه ويقدمه المثقف، وإطلاق منصات كبرى لتعزيز الاعتدال.. فما الهدف من هذا العداء؟

ولماذا يتم تشويه المثقف والإعلامي ولماذا كل هذا الفجور ضده؟

لن تتعجب عزيزي القارئ حين تعرف أن التيار الصحوي الذي يتلبس الدين تارة والوطنية تارة أخرى يريد أن يسقط إعلام الدولة بأكمله ليستأثر به.. ولك أن تتخيل شكل الإعلام بيد هذا التيار فهذا هو حلمهم، وهذه هي معركتهم التي يخرجون منها كل مرة خاسرين!

hailahabdulah20@

lolo_abd70@hotmail.com