د. عبدالرحمن الشرفي يقدم درعا تذكارية ولوحة فنية لأسرة الدكتور معجب الزهراني.
د. عبدالرحمن الشرفي يقدم درعا تذكارية ولوحة فنية لأسرة الدكتور معجب الزهراني.




جانب من التكريم في فنون الباحة.
جانب من التكريم في فنون الباحة.
-A +A
علي الرباعي (الباحة) okaz_online@
فاجأ الشاعر عبدالعزيز أبو لسه حضور أمسية (وفاء 1) لتكريم الناقد الدكتور معجب الزهراني في جمعية الثقافة والفنون بمنطقة الباحة بالتحدث باللغة الفرنسية، ومما أورده «أنك اليوم معنا بروحك في قمة الجبل وجسدك خلف جبال البرانس». وقال إن مساء الاحتفاء يهب التكريم ميزة إضافية كون المحتفى به حاضراً غائباً في ذات الوقت، مشيراً إلى عمق ثقافة الزهراني المتحدث بثلاث لغات وسعة أفقه، وتعدد مواهبه الإبداعية مع احتفاظه بأبهى وأنقى العلاقات الإنسانية.

فيما عده الناقد الدكتور عائض بن سعيد القرني مثقفاً شمولياً بحكم التنوع المعرفي الذي تقوم عليه شخصيته، إضافة إلى قدراته وملكته العقلية، مشيراً إلى التقاطع الواضح لخط معجب الزهراني مع الروائي عبدالرحمن منيف، والمفكر إدوارد سعيد في رصد معالم الذات والآخر في طرحه، واستعادته رموز الفكر الإسلامي كابن رشد وابن سينا وأبي حامد الغزالي وابن حزم. ولفت القرني إلى خاصية الدكتور معجب في القبول بالمختلف والمخالف والتحاور معه منهجياً ومعرفياً، مضيفاً أنه كتب عن السيرة الذاتية وعن فكر التوحش والنسويات والدراسات الشعرية ومراجعات الكتب.


وتناول الشاعر الدكتور عبدالواحد الزهراني علاقة الدكتور معجب بالأرض والانتماء للمجتمع الفلاحي، وولعه بالمطر، ولفت إلى الدلالة الرمزية بين قريته (الغُرباء) واغترابه مكانياً وزمانياً وفكرياً. وكشف عن حميمية الصلة بوالدته، إذ كان ولا يزال يرى أنه حافظ على طفولته تحت فيء أمومتها حتى توفاها الله، خصوصاً أنه لم يعرف والده. وأبدى دهشته من ناقد يحلل نهاراً أعمال فولتير وبودلير ولامارتين ويتغنى ليلاً بقصائد أبورزق وابن ثامرة وغازي بن صقران.

وعزز الأكاديمي الدكتور أحمد بن صالح بن سعدي الصورة الجمالية عند معجب الزهراني من خلال استعراض ثيمات عدة، منها استيعابه التام للمفاهيم والمصطلحات الحديثة وتحليلها منهجياً وربطها بالمعاني القروية البسيطة مع تأكيده على ضرورة الاختلاف لتحقيق التنوع، وتحذيره من فكر التوحش، موضحاً أن الدكتور معجب كرّس مفاهيم خاصة في طلابه منها الحوارية والتأكيد على أن الجمال غاية بذاته ولكنه نسبي ومتطور، مع تعويله على الجمال في الخروج من كثير من الإشكالات، لافتاً إلى أن رواية (رقص) ارتبطت بالعرضة الشعبية في المنطقة من حيث السرعة والاشتقاق والدوران، مشيراً إلى أن الدكتور معجب مفتون بشعر الشقر ويستشهد به كثيراً حتى في محاضراته الفرنكوفونية.

وفي ختام الندوة داخل عدد من الحضور على الأوراق، منهم خالد غايب الزهراني، وسعد الكاموخ، وعبدالناصر الكرت، وجمعان الكرت، ومنصور شويل، والدكتور عبدالرحمن الشرفي، وعبدالله أحمد دباج، وعلي خميس البيضاني.

وكرّم عميد شؤون المكتبات في جامعة الباحة الدكتور عبدالرحمن الشرفي الدكتور معجب الزهراني من خلال أسرته وأرحامه الذين حضروا التكريم بتقديم درع الوفاء ولوحة من رسم الفنان عبدالله الدهري.

وكانت الأمسية انطلقت باتصال هاتفي مع الدكتور معجب ثمن فيه للجمعية ولرئيس مجلس إدارتها الدكتور عمر السيف هذه اللفتة، وعدّ التكريم نوعا من الكرم والمروءة التي هي جماع حسن الخلق. وأهدى الزهراني التكريم لصديقه رجل الأعمال سعيد العنقري، فيما استعاد أساتذته وزملاؤه في المنطقة، ومنهم الدكتور سعيد بن فالح الغامدي الذي تتلمذ معجب على يديه في المرحلة الابتدائية، والشاعر علي الدميني، والروائي عبدالعزيز مشري، والقاص سعيد عبدالله جمعان رائد القصة في المنطقة.