-A +A
حمود أبو طالب
في أحد البرامج الحوارية بإحدى الفضائيات الخاصة السعودية المعروفة تناول ضيف الحوار غير السعودي قضية سعودية وشأناً سعودياً خاصاً من منطلق الحرص على الشباب السعودي من مزالق الانحراف الفكري، واختار برنامج الابتعاث نموذجاً لذلك، ثم قدم النصائح التي تطفو على ظاهرها حسن النية وتختبئ في داخلها رائحة غير مريحة، إن لم نقل مريبة وكريهة، لأنها تحاول بشكل مبطّن التشكيك في البرنامج فكرياً وتشويه صورته لدى شريحة المتابعين والمعجبين بمثل نموذج هذا الضيف في فكره الإيديولوجي المغلف بسولوفان الكلام الناعم. تعمد الضيف أن يدس السم في العسل كي يمرر رسالة مفادها أن الحالات الشاذة لهروب فتيات مغرر بهن إلى دول غربية سببها التغريب الذي جلبه برنامج الابتعاث.

يبدو أننا الآن إزاء مشكلة جديدة تتمثل في صنفين: المدافعين عنا من غير بني جلدتنا بمبالغات تصل حد الفجاجة وإحراجنا أحيانا بمبالغاتهم التي لا نحتاجها لأننا نستطيع الدفاع عن وطننا بموضوعية وعقلانية ومصداقية ولغة هادئة ورصينة ومؤثرة، والصنف الثاني هو مخازن الإيديولوجيا العابرة للحدود التي تعتصر في دواخلها، لأن المملكة تنطلق في مشروع حضاري وطني إنساني لا تستطيع التعبير عن حقدها عليه علانية لأنه أزاحها من طريقه، فلم تعد تملك سوى التمويه والمواربة والالتفاف لاستقطاب وتحشيد ما تبقى من فلولها ضد انطلاقة المملكة نحو مستقبل خالٍ من أوبئة الماضي.


علينا أن ننتبه جيداً لهذين الصنفين ونضع حداً لهما، الصنف الأول بالقول له شكراً ولكن خليك في المعقول، والصنف الثاني بسد الثغرات التي يحاول التسلل من خلالها، ولضيف البرنامج الحواري الذي ذكرناه وأمثاله نقول: أنت مالك، خليك في مشاكل بلدك لأننا قادرون على حل مشاكلنا.