-A +A
طارق النوفل
لا يختلف اثنان على أن النصر من أشرس الأندية وأصلبها فنياً، ولم يُقدر له أن يبتعد عن الصدارة إلا بسبب بعض القرارات الداخلية.. قوة النصر تكمن في نوعية محترفيه الأجانب الذين يشكلون القوة الضاربة بدون منافسة تذكر من اللاعب المحلي.. هذا التقييم ينطبق على أغلب الأندية السعودية المحترفة ولا يخص النصر وحدة بل الأندية التي استمدت سطوتها من أجانبها... عندما أجبرت الأندية السعودية على العودة إلى النظام الأصلي للاعبين الأجانب الأربعة انكشفت حقيقتها الفنية. أدرك أن المستوى الفني في دورينا أصبح أعلى من المواسم السابقة بلا أدنى شك... ولكن كم دُفع على هذا الارتفاع الطفيف، وكم سيكلف لاحقاً.. لنعود للخلف قليلاً ونراجع حساباتنا.. لماذا رُفع عدد الأجانب من أربعة إلى ثمانية أجانب؟ كي نخفض من قيمة عقد اللاعب السعودي، وهذا لم يحدث، بل ارتفعت قيمته لندرة المميز حالياً، وأستشهد بقيمة صفقة هتان باهبري الفلكية، وحاليا الأندية تنعم بدعم حكومي أراحت به رؤساء الأندية الحاليين الذين لا عمل لديهم سوى إدارة النادي، وإذا لزم الأمر مزاحمة الإعلاميين في منابرهم.. من يدرك بواطن الأمور يجد أن فاتورة المصاريف الشهرية للأندية تضاعفت بسبب عقود لاعبيها الأجانب... إذن ليس من حل لهذا الوضع إلا بتقليص العدد بشكل مفاجئ، كما حدث في الارتفاع، وإعادة هيبة اللاعب السعودي ومنحه فرصة للإبداع وإظهار إمكاناته كي يخرج لنا منتخب قوي لا منتخب لم يجد في فترة من فتراته مهاجماً يعيد زمن ماجد وسامي وناصر. لدي قناعة تامة أن قرار تخفيض الأجانب آت لا محالة، وأن «الديموقراطية» التي اتبعها الأمير عبدالعزيز بن تركي بالاستئناس برأي الأندية هي دليل على احترام الآراء وأخذ المرئيات، كما يحدث في الدوريات المتقدمة في التصنيف. وعلى ذكر الديموقراطية التي تطالب بها الأندية في قرار تخفيض الأجانب... على تلك الأندية احترام الديموقراطية في اختيار الرئيس الجديد لاتحاد كرة القدم. الانتخابات مشروع لا يمس مثل أي دوري قوي في العالم. وللحديث عن الانتخابات بقية...